أثار ملتقى الجمعية السعودية الخيرية لدعم أسر ذوي الإعاقة " جسد " والذي عقد مؤخراً في محافظة الخبر، موجةً من الاستياء والغضب في صفوف عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة ،وذلك لعدم تهيئة مكان مناسب في الملتقى لاستقبالهم بجانب عدم تمكنهم من حضور المحاضرات لعدم جاهزية القاعات لتواجدهم، وعاتب عدد منهم اللجنة المنظمة لعدم اختيارهم المكان المناسب والذي يتناسب مع ذوي الإعاقة، خاصة وإن هذا الملتقى يناقش العديد من قضاياهم . خالد الهاجري (إعاقة حركية) أحد الحاضرين عبّر عن معاناته عندما حضر للملتقى فقال: الملتقى يحمل بين طياته أهدافا جميلة، ومحاضرات وورش عمل لأساتذة ومختصين نكِنّ لهم الاحترام والتقدير، ولكن ما رأيته بملتقى "جسد" كان مسيئاً جدًا لنا كأشخاص من ذوي الإعاقة، وأستغرب من إقامة مثل هذا الملتقى بهذه الإمكانيات الضعيفة في توفير أماكن مناسبة تناسب إعاقتنا، مع العلم أن ورقة عمل نائب رئيس الجمعية بالملتقى كانت بعنوان "تهيئة البيئة لذوي الإعاقة والوصول الشامل" ، للأسف أن يتم عزل الحضور من ذوي الإعاقة بملتقيات تخصهم وتناقش قضاياهم مع أن شعار الملتقى هو "كالجسد الواحد"، ويؤسفني أن يحضر عدد من ذوي الإعاقة إلى هذا الملتقى ويبقوا بالبهو لعدم تمكنهم من الوصول للقاعة وقد خرجوا مستاءين بعد ذلك، فأرجو من جميع المنظمين في المرات القادمة في حال عدم جاهزية المبنى لاستقبال ذوي الإعاقة أن يضعوا هذه الملاحظة "المكان غير مهيئٍ لاستقبال ذوي الإعاقة الحركية" على بطاقات الدعوة لكي لا نحضر . فواز الدخيل (إعاقة حركية ) شارك هو الآخر بما حصل له في الملتقى فقال: سوف أبدأ الحديث عن ملتقى جسد ببعض الأسئلة، هذا الملتقى يخص من؟ وموجه لمن؟ ومَن المعني بالمخرجات؟ كلنا نتفق على أنه لذوي الإعاقة ! إذن أين التجهيزات بدخول وخروج ذوي الإعاقة، أليس من حقنا مناقشة المحاضرين في الملتقى والجلوس معهم، لماذا لم تدرس من قبل عملية الدخول والخروج، وبالنهاية نصطدم برد القائمين على الملتقى أنه تم تجهيز مكانٍ في آخر المبنى منعزل فيه إرسال مرئي . واتوقف هنا: أين مفهوم الدمج الذي نتغنى به؟ ولماذا تم عزلهم بغرفة؟ والسؤال الآخر، أين دورات المياه المجهزة (أعزكم الله )؟! وأين لغة برايل لكفيفي البصر أليس لهم حق في الحضور للملتقى ؟.الجدير بالذكر أن فعاليات ملتقى الجمعية السعودية الخيرية لدعم أسر ذوي الإعاقة " جسد " اختتمت الأربعاء الماضي وحمل شعار " كالجسد الواحد "، وخرج بالعديد من التوصيات التي شارك في صياغتها خبراء ومختصون من ذوي الاختصاص في مجال الإعاقة ،وحملت التوصيات التي أقرّها الجميع في نهاية جلسات وورش وأوراق العمل وهي: توصيل صوت ذوي الإعاقة للمسؤولين ولكل من له يد في خدمته من خلال تشكيل لجان متخصصة والاهتمام بأُسرِ ذوي الإعاقة وتدريبهم على التكيف مع أبنائهم من ذوي الإعاقة , وتكثيف ورش العمل التي تفيد المختصين والمختصات وتطوِّر من أداء عملهم مع ذوي الإعاقة، وتكثيف الأنشطة التوعوية لكافة شرائح المجتمع من خلال إقامة ملتقيات دورية متخصصة بالتنسيق مع مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، والتعاون والتنسيق مع مركز المسؤولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية بالدمام لرعاية برنامج إذاعي وتلفزيوني خاص لذوي الإعاقة، والتنسيق مع الصحف السعودية لتخصيص ملاحق دورية لذوي الإعاقة في المناسبات المختلفة، واستضافة ذوي الإعاقة وأعضاء من أُسرهم وأولياء الأمور للتحدث عن تجاربهم، والرفع للجهات العليا بتشكيل لجنة من الجهات ذات العلاقة للإعداد للسجل الوطني للأشخاص من ذوي الإعاقة، وإصدار دليل شامل لخدمات كل الجهات المعنية بذوي الإعاقة ليستفيد منه أسرهم في معرفة الخدمات، وتوطين الإحصاء في المؤسسات كالتعليم والصحة والخدمة الاجتماعية، وأهمية تطوير المقاييس الخاصة بذوي الإعاقة وتقنين المقاييس العلمية العالمية على البيئة السعودية، وتشجيع البحث العلمي في مجالات الإعاقة، والاستفادة من نتائجه في تطوير وتجويد الخدمات وعلى جميع الوزارات قراءة بنود الاتفاقية ( اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة والمصداقية عند رفع التقرير للأمم المتحدة ).