ابتدأ موسم الصيف وابتدأت معه أشياء كثيرة أولها حلطمة الشعب وكثرة بربرتهم «وش هالحر» و « ذبحتنا الرطوبة « « هالسنة الحر مهب طبيعي « وكأننا في كل وقت من هذا العام كنا نتزلج ونتزحلق على الجليد , ونلبس المعاطف وننام تحت طبقات البطانيات , الغريب العجيب أن من يقولون هذا الكلام لم يعيشوا سابقا في جبال الهمالايا أو قمم الألب أو بحيرات سويسرا أو عاصمة روسيا , بل وُلدوا وفُطموا وأكلوا وشربوا وكبروا واشتدت سواعدهم وظهورهم وكبرت اكتافهم وانتفخت بطونهم في المنطقة الشرقية , بالتالي لماذا هذه الحلطمة غير المبررة أم أننا شعب عاشق للتحلطم. انا شخصيا بامكاناتي البسيطة استطيع عمل برنامج صيفي شديد الحرارة في منزلي بكل نجاح يشمل ترفيه النفس والبطن والعين والجو , ومن هيئة السياحة لا نريد جوا باردا لاننا نعلم انها لا تقدر على ذلك ولكننا نريد منها ما تقدر عليه وليس فقط وضع تسعيرات غرف الفنادق والشقق الشيء الثاني الذي سيبدأ أيضا هو مبيعات المكيفات فتجار المكيفات هم أكثر من يبتهلون إلى الله بأن يزداد الصيف حرا وعلى قولة المثل ( مايمدح السوق الا اللي ربح فيه ) فصيفنا أفضل اختبار أنموذجي لمكيفك , فيجب أن يكون المكيف متفوقا وشاد حيله من الاوائل والا فمكانه مهدد بشراسة. كما تبدأ أيضا هرطقات البرامج الصيفية التي أزعجتنا باخبارها المجوّفة , اعلانات من الخارج وهواء فارغ من الداخل فما أسوأ تلك العناوين « أحلى صيف « و «صيفك معنا أحلى « وكلها قائمة على اجتهادات من القطاع الخاص. هناك جهازان حكوميان لا وجود لهما الا في الصحف والمسميات فقط , هيئة السياحة ومكتب مكافحة التسول , لا نشاهد لهما أي عمل على الواقع , لا يقدمون بل يؤخرون , فالتسول يزداد عيني عينك كل عام بنسب تتضاعف والبرامج السياحية الحكومية محدودة و باهتة ركيكة لم أشاهد منها يوما ما جعلني أتوقف عندها ولو للحظات , ماذا لو لم يكن هناك قطاع خاص نشط كالمجمعات التجارية والمطاعم والتي لا علاقة لنشاطاتها بهيئة السياحة فماذا نحن فاعلون , صدقوني انا شخصيا بامكاناتي البسيطة استطيع عمل برنامج صيفي شديد الحرارة في منزلي بكل نجاح يشمل ترفيه النفس والبطن والعين والجو , ومن هيئة السياحة لا نريد جوا باردا لاننا نعلم انها لا تقدر على ذلك ولكننا نريد منها ما تقدر عليه وليس فقط وضع تسعيرات غرف الفنادق والشقق ومن ثم لا نرى لها دورا ولا نسمع لها صوتا. نريد برامج سياحية شديدة الحرارة ونشطة تواكب لهيب الصيف وليس برامج باردة باهتة ركيكة , مجرد شعارات وعبارات لا تقدم ولا تؤخر وأن تبدأ هي بنفسها , وقد كنت طالبت يوما ما بسحب جوازات موظفي هيئة السياحة أثناء الصيف والاجازات لتبدأ فعليا باقناعنا من الداخل وليس بالكلام فقط حين نشاهد أول من يسافر الى الخارج هم موظفو الهيئة. الناس لم تعد تثق بأي فعالية تقيمها أي جهة حكومية أبدا ولا يلقون لها بالا لانهم لايثقون بها بل يعلمون مقدما أنها أقل من توقعاتهم وطموحاتهم بكثير وخاصة ما يصاحبها من غلاء للاسعار دون مقابل مجدٍ يجعل السفر للخارج أمرا مرغوبا بنفس التكلفة تقريبا مع الفارق الهائل في الترفيه والترويح. نريد برامج تجعلنا نحتار أين نذهب ومتى نذهب وكم مرة نذهب , هناك فرق واضح بين ما يقدمه القطاع الخاص كالمنتزهات والمجمعات والاسواق والمطاعم فكل هؤلاء لا علاقة لهم بالبرامج السياحية الحكومة نهائيا بل هي ليست مجرد اجتهادات بل برامج مخطط ومدُّ لها مسبقا ليت هيئتنا الموقرة تستفيد منهم في هذه الناحية.بإذن الله ألقاكم الجمعة القادمة,في أمان الله. [email protected]