أقبلت الإجازة الصيفية تلوح لنا بمحياها المزدحم الذي يعج بالمناسبات والتخطيط للسفر وحضور المهرجانات والقضاء على المشاغل الشخصية المؤجلة. وعندما استيقظ المعنيون في محاولات لاستقطاب سياح الداخل كان ذالك من حوالي 13 عاما وفي أعينهم أمل بنجاح تلك المحاولات وفي أيديهم حفنة من البرامج التي نثروها بين السائحين المتعطشين للترفيه وقضاء أوقات ممتعة مع عائلاتهم، تنقضي تلك المهرجانات وتختتم وقلوبهم مستبشرة بغد سياحي أفضل. تشترك عدة جهات في تنظيم تلك المهرجانات الغرف التجارية والهيئة العامة للسياحة والآثار وغيرها وتخرج لنا كل صيف بنفس القالب مع لمسات خفيفة. هيئتنا السياحية الموقرة وكل المعنيين بالإشراف على التخطيط والتنفيذ: ألا ترين بأن تكرار تلك المهرجانات أصبح مملا وأن احتكار التخطيط على فئات معينة جعل الجو العام للسياحة في قالب واحد، فما رأيكم أن نتشارك سويا ونطرح بعض الأفكار، فقد استقطبت الفنانين لإنشاء مسرح صيفي متنقل وثابت، والمغنين لتصدح الأرجاء بأصواتهم الجميلة، والفرق الاستعراضية الشعبية والأجنبية لإضفاء المتعة ورسم البسمة على وجوه السياح، ولكن ماذا لو غيرت جزءا من ذلك القالب ودمجت أنواعا من الرياضات في برنامجك السياحي. • جاء في الأثر «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل». إرث كبير يمكن تطعيم السياحة الداخلية به بتنظيم مسابقات عامة في رياضة السباحة على شواطئنا، وأسرعوا بذلك قبل أن لا تجدوا شواطئ لأننا إن أردنا التمتع بالبحر فعلينا أن نبحث عن غرفة في الأدوار العلوية في فندق مطل على البحر لكي نراه فالمشاريع السياحية الترفيهية أغلقت مناسم البحر. • إننا نفتقد لنوادي الرماية، وإن تعليم الرماية يقتصر على بعض الفئات فقط، ماذا لو نظمت رحلات برية لتعليم الرماية والصيد في المواسم ضمن برنامج سياحي شبيه بالسفاري. • لدينا نوادي فروسية عريقة أين هي من المهرجانات الموسمية نريدها للعامة بدل أن يتركوا الهواة والأطفال في يد العمال السائحين بخيولهم في المنتزهات وعلى الشواطئ معرضين لمخاطر كثيرة. • تغيب عنا شركات متخصصة في تنظيم رياضات تسلق الجبال والهبوط المظلي والقفز الحر فتلك من أجمل الرياضات الممزوجة بالتحدي. • أين ملاعب القولف؟؟ استغلوا تلك المساحات الواسعة واستثمروها تجاريا وأنشئوا ملاعب قولف. • نظموا الرياضات الميكانيكية برا وبحرا وجوا، دعوا السائح يقضي وقتا ممتعا ومفيدا وابتعدوا عن فكرة «قضاء وقت ممتع فقط». يا هيئتنا السياحية السائحة. استوصوا بالسياحة الرياضية خيرا فالتنوع الجغرافي في مملكتنا الحبيبة يجعل منها بلدا سياحيا من الدرجة الأولى، لدينا البر والبحر والجبل والسهل والثلوج والطقس الحار الذي يبحث عنه الكثير من الأجانب. نشكر لكم اجتهاداتكم ونتمنى التنوع في الأفكار السياحية ولا تنسوا أنها أفكار استثمارية جيدة جدا.