قررت المنطقة الشرقية أن تحاكي الدول المتقدمة في إنشاء شبكة من الطرق الذكية، تحت مظلة مشروع «النقل الذكي» والذي من المتوقع أن ينتشر في شوارع المنطقة الشرقية. وخصصت الجهات المعنية بالأمر ميزانيات ضخمة تصل الى 25 مليونا لتأسيس هذه الطرق على أحدث نظم التقنية، مستفيدة من تجارب الآخرين. وتعتمد فكرة الطرق الذكية على تفعيل وسائل التقنية على الطرق السريعة بما يفعل انسيابية الحركة عليها، مع رصد كل ما يحدث على هذه الطرق. ويعتمد النقل الذكي على استخدام تقنيات الحاسب الآلي والإلكترونيات والاتصالات والتحكم لمجابهة العديد من التحديات التي تواجه سالكي الطرق في النقل البري مثل تحسين مستويات السلامة والإنتاجية والحركة العامة، بالرغم من تفاقم الازدحام واستمرار الأخطار المحدقة بسلامة المتنقلين وزيادة الشح في ميزانيات الجهات المسؤولة عن النقل. الشاشات الإلكترونية وتوظف نظم النقل الذكية تقنيات الاتصالات والآلات التي تدار بالحاسب (الروبوت) والإلكترونيات للحصول على معلومات عن أداء مرافق النقل من طرق وشوارع ونقل عام وقطارات. وتمكن تقنيات الطرق الذكية إمكانية الاتصالات والاتصال المتبادل بين المركبات أنفسها وبينها وبين الأجهزة الموضوعة على جوانب الطرق، والإعلان عن الطقس والظروف الجوية والبيئية، وتخبر اللوحات الإلكترونية الموجودة في النقل الذكي مستخدمي الطرق بالحوادث الموجودة على الطرق عبر شاشات، وترشدهم الى الطرق البديلة لمنع التكدس عند الحوادث، وتوجيه وتوفير تلك المعلومات وإشاعتها للتداول. وتجمع هذه التطبيقات لنظم النقل الذكية بين القدرة الهائلة للمعلومات وبين تقنيات التحكم في سبيل إدارة أفضل للنقل. وتمثل نظم النقل الذكية التطور الطبيعي للبنية التحتية الوطنية للنقل، وذلك من خلال تحديثها لتواكب عصر المعلومات. وفي الواقع، تشير الدراسات إلى أن الجمع بين نظم النقل الذكية والإنشاءات الجديدة قادر على استيعاب النمو المروري المستقبلي مما يلزم لتجهيزه تلبية الطلب المروري نفسه من خلال الإنشاءات الجديدة فقط. تعتمد فكرة الطرق الذكية على تفعيل وسائل التقنية على الطرق السريعة بما يفعل انسيابية الحركة عليها، مع رصد كل ما يحدث على هذه الطرق، وإشعار سالكي الطرق عبر لوحات إعلانية كبيرة بالحوداث والكثافة والطرق البديلة باستخدام تقنيات الحاسب الآلي والإلكترونيات والاتصالات والتحكم لمجابهة العديد من التحديات التي تواجه سالكي الطرق لتحسين مستويات السلامة والإنتاجية والحركة العامة. اجتماعات سابقة وصرح المتحدث الرسمي لإدارة المرور في المنطقة الشرقية المقدم علي الزهراني ل»اليوم» أن مشروع النقل الذكي لا زال تحت الدراسات من قبل الجهات المعنية، وكشف عن اجتماعات سابقة تدور حول موضوع النقل الذكي لتطبيقه في الدماموالخبر والظهران، كما أن هناك تنسيقات مبدئية لم تصل إلى مرحلة البدء الفعلي للمشروع. وقال الزهراني: «نحن في إدارة المرور لا زلنا في انتظار الانتهاء من مرحلة الدراسة النهائية للمشروع في أمانة المنطقة الشرقية للطرق داخل المدن وإدارة النقل والمواصلات للطرق السريعة في المنطقة الشرقية والبدء في تطبيقه»، مضيفا «مشروع النقل الذكي يعد من ابرز المشاريع التي ستخدم مرور المنطقة الشرقية وسيسهل عملية تنظيم السير وتحديد المسارات والطرق التي يوجد بها كثافة مركبات عالية كما سينبه قائدي المركبات بمشاكل الطريق كحوادث السيارات مثلا وبالتالي سيتم تحويل المركبات إلى طرق أخرى، كما أن المشروع سيخدم قائدي المركبات ويسهل حركة سيرهم بتوجيههم إلكترونيا». وأشار الزهراني إلى أن مشروع نظام ساهر يعد جزءا من مشروع النقل الذكي وهو مرتبط به لأن مشروع نظام ساهر يعتمد على اللوحات الإلكترونية وبرنامج متابعة المركبات». وذكر الزهراني أن مرور المنطقة الشرقية يؤدي دورا تكامليا مع الجهات ذات العلاقة في مشروع النقل الذكي التي ستساهم في إنجاح المشروع وتساند في تطبيقه على الطرق. تنفيذ المشروع وكشف مدير إدارة النقل والمواصلات في المنطقة الشرقية المهندس عبدالله السليمان ل»اليوم» بأنه سيتم الانتهاء من الدراسة والتصميم لمشروع النقل الذكي بنهاية عام 2013م وسيتم رصد الميزانية وتنفيذ المشروع في بداية السنة القادمة 2014م وسيتم تطبيق المشروع في الدماموالخبر والظهران وعلى جميع الطرق التي تخص إدارة النقل والمواصلات وسيتم تطبيق المشروع في مراحل أخرى على جميع الطرق في المنطقة الشرقية». إدارة النقل وعن الميزانيات التي رصدت لمشروع النقل الذكي للطرق التي تشرف عليها إدارة النقل والمواصلات في المنطقة الشرقية، قال السليمان: «تم رصد 8 ملايين ريال للدراسة والتصاميم، أما ما يخص الميزانية الكاملة لتطبيق المشروع فسيتم تحديدها بعد الانتهاء من مرحلة الدراسة والتصاميم». ولفت السليمان إلى أن «عقد دراسة مشروع النقل الذكي في إدارة النقل والمواصلات في المنطقة الشرقية تم توقيعه في الأول من ديسمبر 2012 مع شركة ألمانية». الخبر والظهران وتابع ان «مشروع النقل الذكي يعني أمانة المنطقة الشرقية بنسبة كبيرة، لأن أغلب الطرق الموجودة داخل الدماموالخبر والظهران تحت إدارتها». وأضاف السليمان «سيكون هناك تعاون بين إدارة المرور وأمانة المنطقة الشرقية وإدارة المرور في المنطقة الشرقية في تطبيق مشروع النقل الذكي بالدماموالخبر والظهران». إعداد التصاميم من جهته، قال المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان ان إدارة المشاريع في الأمانة وصلت إلى المرحلة الرابعة والنهائية من «مشروع إعداد دراسات وتصاميم أنظمة النقل الذكي لحاضرة الدمام»، وهى مرحلة الطباعة وتسليم المستندات من إجمالي أربع مراحل. وأضاف الصفيان أن المشروع يهدف إلى تطوير معمارية لنظام النقل الذكي (System Architecture)، ووضع مخطط استراتيجي للمحاور الرئيسية والثانوية لنظام النقل الذكي لشبكة الطرق والشوارع لمدن حاضرة الدمام، ووضع الخطة المقترحة لتنفيذ نظام النقل الذكي لمحاوره الرئيسية والثانوية عبر برنامج زمني معقول يلبي متطلبات الاحتياج الفعلي والنمو الحاصل والمتوقع وربطه بالإمكانات المتاحة، ووضع مخطط استراتيجى يوضح الشبكة الرئيسية والثانوية لكابلات الألياف الضوئية (الأساسية الدائمة) واللاسلكية (المؤقتة والمرحلية). واختيار الموقع المناسب لمركز الإدارة المرورية في مدينة الدمام حسب متطلبات التصميم وبالتنسيق مع الجهات المعنية، وإعداد تصميم متكامل لمركز الإدارة المرورية الرئيسي». وعن تاريخ البدء بالمشروع قال الصفيان: «المشروع حاليا تحت إجراءات الترسية وبمراحله النهائية وسيتم البدء بالتنفيذ حال إنهاء إجراءات الترسية» لافتا إلى أن «مدة التنفيذ والتشغيل 48 شهرا». وعن حجم الميزانية التي رصدت للمشروع قال الصفيان: «كمرحلة أولى تم رصد مبلغ 25 مليون ريال لتنفيذ ما يخص هذه المرحلة». غرفة التحكم وأشار الصفيان إلى أنه «سيتم ربط مكونات وعناصر المشروع من كاميرات وشاشات عرض وخلافه» بموقع غرفة التحكم المركزية في الأمانة والتنسيق مع الجهات المرورية حيال ذلك»، وأضاف الصفيان: «قد تم البدء فعلا بإجراءات التنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالمشروع من خلال الدراسات التي سبق وأن تم طرحها»، وأوضح أن «إدارة المشروع ستعمل على تنسيق مشترك مع كافة الجهات المرورية والأمنية والخدمية حال البدء بالتشغيل». المحاور الرئيسية وحول الطرق التي سيتم تطبيق مشروع النقل الذكي عليها بعد الانتهاء من طريق الملك فهد وأبو حدرية قال الصفيان: «سيتم البدء بالمحاور الرئيسية داخل مدن حاضرة الدمام (الدمام، والخبر والظهران) وفقا لمعيار الكثافة المرورية وأهمية المحور. وعن سؤالٍ عن مدى فشل المشروع وما الخيارات التي وضعتها الأمانة؟ قال الصفيان: «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم التعامل مع هذا الافتراض، حيث أن هذا البرنامج والنموذج خاضع لتطوير مستمر وقد أثبت فعالية كاملة في عدد كبير من المدن المتقدمة». خطوة متقدمة وفي ذات السياق قال أستاذ هندسة النقل والمرور بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور حسن الأحمد إن «تطبيق مشروع النقل الذكي في المملكة العربية السعودية يعد خطوة متقدمة في أنظمة النقل داخل وخارج المدن». وأضاف «نحن بدأنا متأخرين في تطبيق مشروع النقل الذكي والذي كنا ننتظر تطبيقه من سنوات لعدم وجود ما يعيق تطبيقه». وأضاف الأحمد «المشروع له فائدة كبيرة في تنظيم حركات السير وتوزيع المركبات وتخفيف الكثافات المروروية على الشوارع والتنبيه في حال وجود مشاريع على الطرق والشوارع، وسيساعد رجال المرور ومستخدمي الطرق». كما يرى الأحمد انه «لا توجد صعوبة لتطبيق مشروع النقل الذكي على الطرق في الدماموالخبر والظهران بل الأهم في المشروع هو دراسته وتحديد المواقع المهمة في الطرق لتغطيتها بالمشروع مبدئيا». وقال: «نتمنى أن نصل إلى أعلى برامج النقل الذكي على الطرق كما رأيناه مطبقًا في دول متطورة».