أدانت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية بشدة اعتداءات واقتحامات قوات الاحتلال والمتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، وتدين تنظيم ما يسمى بمهرجان الأنوار في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة لنزع هالة القدسية عن المكان، وإذ تحذر مجدداً من مغبة الاستمرار في هذا العدوان وهذه الدعوات العنصرية . وقام وزير الشؤون الخارجية د. رياض المالكي بتوجيه التعليمات إلى كافة سفراء دولة فلسطين للتحرك في هذا المجال، كما سيثير الوزير د. المالكي هذا الموضوع في كل من جامعة الدول العربية في اجتماعاتها الوزارية اليوم الأربعاء ومنظمة التعاون الاسلامي في اجتماعها الوزاري المرتقب يوم 11/6/2013 في باكو العاصمة الأذرية. وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان لها امس: إنها تحمل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، وعن الأنشطة التي يمارسها المتطرفون ضد أماكن العبادة الاسلامية والمسيحية، وضد المسجد الأقصى بشكل خاص، وتعتبرها دعوة صريحة إلى الحرب الدينية في المنطقة برمتها. كما تدعو دول العالم كافة، والرباعية الدولية بشكل خاص بتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية، ومقدسات شعبنا، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بكف يد الاحتلال عن المقدسات الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك. وتطالب العالمين العربي والاسلامي التعامل بمنتهى الجدية مع الدعوات التي تنادي بصلاة اليهود في المسجد الأقصى، والتحرك الفوري من أجل حماية الأقصى والمقدسات، وتوفير مقومات الصمود لشعبنا في القدس. كما تطالب اليونسكو والمنظمات الدولية المختصة بإدانة هذه الدعوات والتصدي لها في المحاكم الدولية، بصفتها دعوات صريحة للحرب الدينية وللعنصرية الدينية في فلسطين، والتحرك العاجل من أجل توفير الحماية الدولية لشعبنا الرازخ تحت الاحتلال، ولمقدساته وحريته في العبادة. ودعا مشاركون في مؤتمر نظمته وزارة الأوقاف والشئون الدينية أمس الثلاثاء بعنوان «لبيك يا قدس»، إلى إنقاذ القدس والمسجد الأقصى من التهويد الإسرائيلي المنظم، مؤكدين على ضرورة رفض السلطة للمفاوضات «العبثية» و»التنسيق الأمني» مع الاحتلال ورفع اليد عن المقاومة بالضفة للدفاع عن المدينة المقدسة. وحضر المؤتمر الذي نظم في فندق الكومودور على شاطئ بحر غزة وزير الأوقاف إسماعيل رضوان والمستشار السياسي لرئيس الوزراء يوسف رزقة والقيادي في حركة الجهاد محمد الهندي ورئيس رابطة علماء فلسطين سالم سلامة, وحشد كبير من الدعاة والعلماء وأساتذة الجامعات ونواب التشريعي ووزراء الحكومة. وقال وزير الأوقاف في كلمة له خلال المؤتمر: «نلتقي اليوم في الوقت الذي يتعرض فيه الأقصى للتهويد الممنهج وتتعرض المدينة المقدسة لأبشع حملات التهويد وطمس المعالم والقيم الاسلامية, في محاولة لطمس الذاكرة وقلب الحقيقة وتزييف الواقع والتاريخ». وأضاف «في الذكرى ال46 للنكسة واحتلال القدس والأقصى وضياع فلسطين واحتلال أجزاء من الأراضي العربية, إنها نكبة كبرى فأي نكبة أكبر من ضياع فلسطين وضياع الأقصى وأي نكبة أكبر من ضياع الكرامة العربية في ظل تقاعس عربي رسمي وتخاذل على المستوى الإقليمي والعالمي إزاء هذه الجرائم». وأكد رضوان أن المسجد الأقصى والقدس في خطر حقيقي جراء الإجراءات الاحتلالية المتكررة في كل يوم, مشيراً إلى أن الأقصى يتعرض دوما لاعتداءات ممنهجة ومتكررة على الصعيد الرسمي والتلمودي والديني والفني وإقامة الطقوس لتغيير الواقع. وأوضح رضوان أنّ الاحتلال يجري محاولات لبناء 100 كنيس يهودي حول المسجد الأقصى ويخطط لبناء مكان مرتفع يبلغ 35 مترا بواقع 10 طوابق لحجب ساحات ومعالم المسجد الأقصى ويخطط لإعادة الاستيلاء على الأماكن الإسلامية وتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني. ودعا رضوان السلطة في الضفة الغربية إلى رفع يديها عن المقاومة للدفاع عن الأقصى ورفض دعوات التطبيع والعودة للمفاوضات العبثية, مؤكدا على خيار المقاومة والثوابت. وشدد على ضرورة إقامة الفعاليات في كافة الدول العربية يوم الجمعة القادم لدعم المسيرة العالمية تجاه الأقصى, داعيا العلماء والثورات العربية لنصرة الأقصى والمشاركة في المسيرة. بدوره، أكد رزقة أن الذين يخططون لهذه الاحتفالات في ذكرى النكسة سواء في داخل فلسطين أو خارجها يرسخون في الأذهان أن هناك فرصة لحشد الأمة من ناحية واستعادة خيريتها من ناحية أخرى, مشيرا إلى أن تحرير فلسطين لا يكون إلا بالأمة كما كان في عهد صلاح الدين الأيوبي. ودعا رزقة وسائل الإعلام إلى إحياء الأمة من أجل التحرير, منوها إلى أن شعبنا الفلسطيني سيكون رأس الحربة في هذا التحرير, وتابع انّ الدكتاتورية والتفرد بالقرار الفلسطيني والعربي لن ينفع القدس وعلى الأمة أن تستعيد هذا القرار. من جهته، قال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري في تصريح مسجل:»شاء الله أن تكون أرض فلسطين هدفا للأطماع وأن يكون أهلها هدفا لاختبار صعب», مشيرا إلى أن نكسة 67 ليست الأولى كما أنها ليست الأخيرة. واستعرض صبري أبرز المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية بدءاً من انعقاد المؤتمر الصهيوني في سويسرا عام 1897م والدعوة لإقامة دولة يهودية في فلسطين وانتهاء الحكم العثماني في تركيا وصدور اتفاقية سايكس بيكو وصدور وعد بلفور وصدور صك الانتداب البريطاني بالإضافة إلى نكبة عام 67 وتهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى. وفي نهاية كلمته، دعا خطيب الأقصى إلى التكافل والوحدة, مشيرا إلى أن ديننا يدعو إلى الوحدة والتضامن والتكافل ونصرة المظلوم, ويحرم سفك الدماء وإزهاق الأرواح ويدعو لسعادة البشرية والأمن والأمان والسلام العادل, والوقوف في وجه العدوان. وأشار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي إلى وجود مواجهة كبيرة ومعركة قادمة مع الاحتلال بسبب القدس والأقصى والانتهاكات التي تتعرض لها المدينة المقدسة. وقال خلال كلمته: إنّ «فلسطين ضاعت بأكملها من خلال التهويد وسرقة الأراضي، ولكنها ستعود في يوم ما في ظل نهضة الأمة وعودتها لقوتها». وأكد المشاركون خلال المؤتمر على عروبة فلسطين وإسلاميتها ورفض أي حلول تقضي بإعطاء الوصاية لليهود على أي جزء من فلسطين. وشددوا على ضرورة دعم صمود وثبات شعبنا الفلسطيني وعلى الخصوص المقدسيين دعما سياسيا وماديا ومعنويا, إلى جانب حرمة التفريط بأي شبر من أرض فلسطين وأنها أرض وقف على أجيال المسلمين ورفض المفاوضات العبثية واللقاءات الأمنية مع الاحتلال. وحذر المشاركون من مشاريع الاحتلال المتتابعة لتهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك، وطمس وتزييف التاريخ الحضاري الإسلامي العربي العريق لمدينة القدس. ودعوا العلماء لمزيد من التأصيل الشرعي لخطر التطبيع مع الإسرائيليين, مؤكدين على حق العودة ورفض توطين الفلسطينيين خارج فلسطين، ومحذرين من أي حل يمس بالقدس. هذا وبدعم من تيارات سياسية رئيسية في إسرائيل، عقدت منظمات يهودية متطرفة ندوة في القدس حول تزايد فاعلية الجماعات اليهودية في المسجد الأقصى، واجمعت في الندوة على ما سموه «حق اليهود» في الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، ودعت إلى تقسيمه زمانياً ومكانياً، على غرار ما هو قائم في المسجد الابراهيمي في الخليل.