لقد نهضت المملكة العربية السعودية خلال الخمسين سنة الأخيرة في عدة مجالات منها الجانب الاجتماعي، حيث أصبحت نسبة الشباب ( ذكورا وإناثا ) في بلادنا المباركة تشكل أغلبية الشعب، لتصل نسبتها لما يقارب 65 بالمائة لمن هم دون سن 29 عاما، وهذا - بلا شك - أمر إيجابي وحيوي لأي مجتمع ويمثل نظرة صحية لما هو عليه المستقبل، لأن هناك طاقات بشرية متوافرة للاستفادة منها. لكن عند النظر إلى المستقبل القريب فإن القيادة ستنتقل حتما إلى أبنائنا الشباب وهم من سيقودون البلاد وسيتولون المناصب والمسئوليات، لذلك لماذا لا نبدأ من الآن التواصل الحقيقي معهم ؟ ولماذا لا نوليهم بعض المسئوليات الحقيقية ليعملوا تحت نظر كبار السن وبالتعاون معهم حتى تنقل لهم الخبرة والمعرفة إن النظرة المتفحصة لهذا الواقع من وجود جيل الشباب السعودي تتطلب مراعاة هذا الأمر في الجانب التعليمي والجانب الاقتصادي والجانب السياسي وغيرها من عناصر التخطيط في الدولة، حيث إن الطاقات الشبابية ومتطالباتها تختلف في نظرتها وتوجهها عن الفئات العمرية الكبيرة ( الشيوخ ) الذين من الطبيعي أنهم يتولون أمر القيادة حالياً في المجتمع نظرا لما يبذلونه من خدمات كريمة وطيبة لبلادهم خلال سنوات طويلة من الخدمة والعمل الحكومي أو الخاص، لكن عند النظر إلى المستقبل القريب فإن القيادة ستنتقل حتما إلى أبنائنا الشباب وهم من سيقودون البلاد وسيتولون المناصب والمسئوليات، لذلك لماذا لا نبدأ من الآن التواصل الحقيقي معهم؟ ولماذا لا نوليهم بعض المسئوليات الحقيقية ليعملوا تحت نظر كبار السن وبالتعاون معهم حتى تنقل لهم الخبرة والمعرفة وكي يزود الشباب بتجربة وحكمة الشيوخ، لتتكون لدينا منظومة اجتماعية متكاملة ومتفاهمة يتم من خلالها انتقال المسئوليات والقيادة بين الأجيال بصورة سلسة وطبيعية دون عوائق أو تذبذب، خصوصاً أن لدينا في السعودية جيل من الشباب الوطني والطيب الذي يطمح لخدمة بلاده وتنميتها. إن الواقع الحالي للاستفادة من طاقات الشباب لا تزال دون المستوى المطلوب ولا ترقى إلى نسبتهم في المجتمع، وكذلك لا تتوافق مع المستويين العلمي والثقافي اللذين وصل إليهما أبناء الوطن ( ذكورا وإناثا ) ولا شك في أن الدولة مشكورة قد بذلت الكثير لتطوير وترقية جيل الشباب، لكن يجب ألا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يجب أن يستمر في الاستفادة من طاقات جيل المستقبل ليكون لهم دور في القرار والعمل الذي يخص الدولة والمجتمع، وإلى الأمام يا بلادي.