للتخطيط لمدينة مستدامة متطلبات أساسها رؤية وخطة بأهداف ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية يشارك في رسمها والتحاور في قضايا تطويرها ساكنوها، ومعايير قياس للمتابعة والتقييم والتطوير والمساءلة والمحاسبة. وقرأت حوار الندوة المهم والتي نظمتها صحيفة اليوم الأسبوع الماضي و استضافت فيها معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير لتسليط الضوء على مشاريع التنمية في المنطقة الشرقية، وما تم انجازه، وما لم يتم بعد، وخطط الأمانة لتقديم خدمات نوعية للمواطنين والمستثمرين، إلى جانب برامج الأمانة لتطوير المنطقة بشكل عام، والأحياء العشوائية بشكل خاص، والتعرف على رؤية الأمين للمشاريع المستقبلية التي ستشهدها المنطقة الشرقية للحد من قضايا قائمة كالزحام، والتلوث ومرادم النفايات وقلة المواقف، وآلية استصدار الرخص. تفاصيل الندوة مهمة فمعالي الأمين نسأل الله أن يعينه على حمل الأمانة تحاور في قضايا عمرانية تنموية مهمة تعكس حاجات ورغبات ناتجة من تفاعل الإنسان بالمكان وتساهم في توضيح الوضع القائم والتطوير المستقبلي. إن علم هندسة التخطيط الحضري والإقليمي يعد الإطار الأساس الذي يتم البدء منه والعودة إليه بمرحل التخطيط والتنمية العمرانية ومعرفة مدى تحقيق أهداف الخطط التنموية الوطنية مكانياً. وعندما تطرح قضايا التنمية بمدن وقرى أي منطقة تبرز معها أهمية الوثيقة الرسمية (المخططات العمرانية ومنها الاقليمية والهيكلية ) التي تنمو في إطارها مدن وقرى المنطقة ويفترض أن تساهم في ترجمة أهداف خطط التنمية والقطاعات المختلفة على الأرض. وتوجد رؤية تنموية ومخططات هيكلية لحاضرة الدمام ومحافظتي القطيف ورأس تنورة قامت أمانة المنطقة الشرقية بالإعلان عنها صحفيا بعام 2007م وتم عقد ورش العمل لمناقشتها، وهنا تبرز أهمية عمل ورش عمل دورية للمراجعة وتقييم الأثر والتطوير. ووجود الاستراتيجيات والمخططات العمرانية لأي منطقة أمر مهم في مراحل التنمية العمرانية فبمراجعتها الدورية يمكن الوقوف على الأماكن المولدة للمشاكل وعلاجها فعلى سبيل المثال يمكن تحديد الطرق المزدحمة ودراسة استعمالات الأرض على مستوى المدينة والإقليم ومعرفة أسباب الزحام وهل هناك حاجة لمزيد من الطرق والأنفاق، ويمكن قياس التوسع العمراني وهل هو وفق المخطط له أم هناك أثر على السواحل بالدفن وصحة الإنسان بتداخل الاستعمالات التجارية والسكنية والصناعية، ويمكن رصد مواقع الخدمات ومنها الدينية والتعليمية والصحية والترفيهية والتجارية والوقوف على نطاق خدمتها وهل هي كافية ووفق معايير التخطيط للمدن والقرى، وهل هي متمركزة في مدن معينة وما أثر ذلك في تحقيق التنمية المتوازنة بالمنطقة كل ذلك يمكن الوقوف عليه بالرجوع للمخططات العمرانية وتقييمها. وأخيراً وليس بآخر عندما نتحدث عن هندسة التخطيط الحضري والاقليمي باستراتيجياتها وخططها فنحن نتحدث عن خطط وسياسات تحوى تحديد مواقع استعمالات الأراضي التي يحتاجها الإنسان بحياته ومواقع استعمالات الأراضي للدفن بعد مماته، وهنا تبرز أهمية البدء من المخططات العمرانية والعودة إليها دائما في مواجهة مشاكل المدن والقرى ومراحل التقييم والتطوير والمساءلة والمحاسبة. وهذا جمال وحساسية طبيعة علم هندسة التخطيط الحضري والإقليمي فنتاجه يتضح في بناء الإنسان وتنمية المكان. [email protected]