يشتكي العديد من عُشّاق الشعر الشعبي بأن بعض القصائد التي يقرؤونها تكون غير مفهومة بسبب أن الشاعر يُدخل على قصيدته بعض الكلمات غير المعروفة بالنسبة لهم، ولكنها معروفة فقط لمن يتكلم بنفس لهجته الأم، وبطبيعة الحال فالمملكة تتكوّن من عددٍ من المناطق التي تختلف بينها اللهجات من منطقة إلى أخرى، ولكن هذا الأمر برأيي لا يمكن أن يكون عائقًا دون فهم القصيدة خصوصًا بعد أن تخالط الجميع في المدن الرئيسية وغيرها، كل حسب طبيعة عمله، والتي تجمع كافة الشرائح ومن مختلف المناطق. من الأفضل أن يبتعدوا عن الكلمات «غير المفهومة» حتى تصبح قصائدهم «مفهومة» من قبل المتلقين وإلا ما الهدف من نشر القصائد إذًا؟ ربما يكون الأمر صحيحًا لو أن أحد الشعراء «يتعمّد» أن تكون كلمات قصيدته غير مفهومة، وذلك لشدّ انتباه القارئ، وليعطي صورة عن نفسه بأنه ينتقي الكلمات الصعبة التي لا ينتقيها غيره، وأنه يغرف من بحر شعري غزير مبررًا ذلك بأنه أحد شروط الجزالة بالقصيدة!! ومع أن هذا الأمر بعيد كل البُعد عن الجزالة.. فالجزالة بالقصيدة لها شروطها التي يحتاج الحديث عنها إلى مقالاتٍ أخرى كثيرة. بالمقابل هناك شعراء مبدعون تجدهم يُجيدون التلاعب بالأحرف بشكل بديع يرسم الدهشة على مُحيّا القارئ للوهلة الأولى دون أن يحاولوا البحث عن الكلمات التي من الممكن أن تربك القارئ ولا تجعله يعيش أجواء القصيدة، وهذا النوع من الشعراء يجب الإشادة بهم وإعطاؤهم حقهم من الثناء الذي يستحقونه. أنا هنا لا أشجّع الشعراء بأن يتخلوا عن لهجاتهم الأم، فهي تبقى الأصل، وكما قال المثل «اللي ما له أول ما له تالي».. ولكن من الأفضل أن يبتعدوا عن الإكثار من الكلمات «غير المفهومة» حتى تصبح قصائدهم «مفهومة» من قبل المتلقين وإلا ما الهدف من نشر القصائد إذًا؟ @ AbdullahShabnan