أفسدت مشاركة الوفد الإسرائيلي هدوءا رافق أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس 2013»، المنعقد على ضفة البحر الميت الشرقية، فيما لم تحظ أحاديث السلام التي جاء بها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بإصغاء المنتدين. الهدوء غادر أروقة المنتدى وممراته بوصول بيريز والوفد الإسرائيلي، الذي وجد أمامه رفضا إعلاميا، أردنيا وعربيا، لمشاركته في «دافوس 2013»، الذي اختتم اعماله أمس الأحد. مجرم حرب «مجرم حرب»، بهذا وصفه إعلامي عربي مشارك في أعمال المنتدى، وزاد غاضبا «أي سلام سيحدثنا عنه شمعون بيريز، أنظر يداه إنهما تقطران دما فلسطينيا وعربيا». بيريز– كعادة الإسرائيليين– تجاهل الرفض الإعلامي لحضوره، وواصل مسيره إلى القاعة محفوفا بحراسة أمنية مشددة، وصخب الرافضين للتطبيع مع «دولته»، التي أقيمت على أشلاء الفلسطينيين. لم يأت الرئيس الإسرائيلي بجديد، كل ما قاله– وفق منتدين حضروا الجلسة–» هذا وقت السلام، نحن الإسرائيليون ندعم السلام، ويجب ألا نفوت الفرصة، لأن البديل سيكون الإحباط». وزاد «على الجميع التغلب على الشكوك والمخاوف»، ف»واقع السلام ممكن طالما ان الفلسطينيين مهتمون». بيريز – كعادة الإسرائيليين – تجاهل الرفض الإعلامي لحضوره، وواصل مسيره إلى القاعة محفوفاً بحراسة أمنية مشددة، وصخب الرافضين للتطبيع مع «دولته»، التي أقيمت على أشلاء الفلسطينيين. ثوب الناصحين لبس بيريز– خلال حديثه– ثوب الناصحين، وقال «لا ينبغي إضاعة الوقت»، لافتا إلى «سبل» متوفرة للحل، دون أن يوضحها. ودعا بيريز إلى إحياء مفاوضات السلام، وحذر من أن حالة من «خيبة الأمل الشديدة» ستسود إذا فشل الإسرائيليون والفلسطينيون في الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقال للصحفيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بالأردن: «حان وقت السلام.. واعتقد أن هذه فرصة حقيقية». وتعقيبا على تصريحات بيريز، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينيتس القول إنه «لم يعلم بأن الرئيس بيريز يظهر نفسه وكأنه الناطق بلسان الحكومة.. مع كل الاحترام لرئيس الدولة فإن الحكومة هي التي تتخذ القرارات السياسية وأي تصريح من هذا القبيل، خاصة قبل الشروع في مفاوضات سلمية محتملة، ليس مفيدا بالنسبة لموقف إسرائيل». مرافقة صحفية 20 إعلاميا إسرائيليا رافقوا بيريز، استعدادا لمقاطعة الإعلاميين الأردنيين والعرب لحديثه، فالإسرائيليون يدركون أن مزاعم ساستهم حول السلام بحاجة لجهد ترويجي ضخم يقدمهم إلى العالم. لا فواصل زمنية بين حديث بيريز عن السلام واعتداءات المستوطنيين على الحرم القدسي ومصادرة الأرض الفلسطينية، هذا يكشفه عباس بحديثه عن النشاط الاستيطاني ومحاولات الإسرائيليين تغيير الطابع الإسلامي لمدينة القدس. كبير المفاوضين الفلسطينيين د.صائب عريقات لم يخل حديثه في اروقة «دافوس 2013» من الإشارة إلى الجرائم الإسرائيلية، وقال إن «الخطوات الإسرائيلية التصعيدية الأخيرة، فيما يتعلق بفرض الحقائق فى القدسالمحتلة والمستوطنات ومصادرة الأراضي وتهجير السكان والتطهير العرقي، تهدف إلى تخريب عملية السلام». وبين عريقات ان «جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تواجه بإجراءات إسرائيلية خطيرة في مدينة القدس، وكذلك اصرار واضح على مواصلة بناء المستوطنات والإملاءات وفرض الحقائق والتهويد». وأمل عريقات بنجاح جهود كيري، معتبرا أنه «لا أحد يستفيد من نجاحه مثلنا كفلسطينيين، ولا أحد يخسر من فشله كفشلنا». واعتبر أن المشكلة الآن مع الحكومة الإسرائيلية، فهي «لم تلفظ مرة واحدة عبارة حدود 67، وعليها أن تختار بين السلام والمستوطنات، ويبدو أنها اختارت المستوطنات». هذا التباين يرافق التحضيرات لعقد اجتماع يبحث «وضع منهجية جديدة لإحلال السلام»، برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وهو ما أكده رئيس الديوان الملكي الأردني د. فايز الطراونة.