يعكس استبعاد اثنين من أبرز المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية رغبة النظام الغيراني في تفادي أي خلاف داخل السلطة التي يهيمن عليها الموالون للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، بحسب خبراء ومراقبين. واوضح دبلوماسي غربي ان "النظام لا يريد اية مجازفة"، وذلك بعد استبعاد الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني واسفنديار رحيم مشائي القريب من الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد. وبموجب الدستور، فإن لخامنئي الكلمة الفصل في كل قرارات الدفاع والسياسة الخارجية، كما انه يشرف على جهاز الدعاية للنظام من خلال الاشراف المباشر على التلفزيون والاذاعة الرسميين. ويستند خامنئي بشكل كبير على المجلس الاعلى للامن القومي الذي يضم الرئيس ورئيس السلطة القضائية وقادة القوات المسلحة. وشهدت نهاية ولاية أحمدي نجاد أزمات بين مختلف الجهات المحافظة داخل النظام والمعارضة أو الموالية للرئيس. وتأتي الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي تفرض فيه الأممالمتحدة والغرب عقوبات على النظام لثنيه عن حيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني، وذلك رغم نفيه المتكرر بأنه يسعى إلى ذلك. وبعد إعلان قائمة الأشخاص المرخص لهم الترشح في انتخابات 14 يونيو الثلاثاء، صرح أحمدي نجاد أنه سيطلب من خامنئي إعادة النظر في قراره رغم أن رفسنجاني أعلن أنه تقبل استبعاده من الانتخابات. ونددت فرنسا رسمياً ب"الإغلاق المفروض على النظام" بينما انتقدت الولاياتالمتحدة اختيار المرشحين الثمانية "الذي يعتبر النظام انهم يمثلون مصالحه وليس مصالح الشعب الإيراني". اعتبر كريم ساجدبور الخبير لدى مؤسسة كارنيغي من أجل السلام في الولاياتالمتحدة أن «الانتخابات الإيرانية لم تكن في السابق حرة أو عادلة أو يمكن توقع نتائجها ... والسلطة تحاول الآن جعل النتيجة أقرب للتوقعات». وحصل خمسة مرشحين محافظين عدد كبير منهم قريبون من خامنئي بالاضافة الى اثنين من المعتدلين وإصلاحي واحد على موافقة مجلس صيانة الدستور الذي يعين المرشد الاعلى أعضاءه مباشرة. واعتبر كريم ساجدبور الخبير لدى مؤسسة كارنيغي من اجل السلام في الولاياتالمتحدة ان "الانتخابات الايرانية لم تكن في السابق حرة او عادلة او يمكن توقع نتائجها ... والسلطة تحاول الان جعل النتيجة اقرب للتوقعات". واضاف ساجدبور: ان "الهيئات الاقوى هي الحرس الثوري والسلطة القضائية ومجلس تشخيص مصلحة النظام (المكلف تعيين ومراقبة وحتى اقالة المرشد الاعلى) والبرلمان، كلها خاضعة لسيطرة اشخاص عينهم خامنئي او خاضعون له". واشار دبلوماسي اجنبي اخر رفض الكشف عن هويته الى ان "كل المرشحين الذين لديهم فرصة بالفوز مرتبطون سواء بالمرشد الاعلى او بالجهاز الامني". والحكومة مكلفة تحديد التوجهات الكبرى بموافقة المرشد الاعلى، ودور الرئيس مع انه انتخب بالاقتراع المباشر، بات اشبه برئيس حكومة. واعتبر المرشح سعيد جليلي سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي وأحد المرشحين الأوفر حظاً في الفوز بالانتخابات ان "على الرئيس الخضوع للمرشد الاعلى واظهار هذا الموقف عملياً". واشار خبراء الى ان استبعاد مشائي الذي اعتبر ليبراليا جداً وبعيداً عن قيم الاسلام، ورفسنجاني الذي اتهم بدعم حركة الاحتجاجات في 2009، يمكن ان يؤديا الى افقاد الانتخابات مصداقيتها. وقال احد الدبلوماسيين: "لقد اتخذ النظام قراره بين تنظيم انتخابات مفتوحة او عدم المخاطرة على الاطلاق. الا اذا قرر السكان عدم المشاركة". واعتبر تريتا فارسي رئيس المجلس الوطني الايراني الاميركي في واشنطن "هذا يدل الى اي حد مضى المحافظون القريبون من خامنئي لاستبعاد منافسيهم السياسيين".