منذ سنوات قليلة فقط وبالتحديد قبل صدور رواية «بنات الرياض» وما صاحبها من ضجة كان يمكن للباحث أن يلم بسهولة هكذا بإبداع الروائيات السعوديات فثمة أعمال روائية قليلة كما وكيفا تتقدمها أعمال رجاء عالم وبعض الأعمال القليلة الأخرى . لتأتي حالة هي أشبه بالخروج من قمقم الصمت وتبدأ ظاهرة الرواية النسائية السعودية في فرض نفسها لا على الساحة السعودية فقط ولكن على المشهد الثقافي العربي عامة وتبرز أسماء عديدة بعضها تخفى وراء المستعار والبعض الآخر تقدم إبداعه في وضوح . إن الرواية كخيار تعبيري يمنح قدرا واسعا من الفضاء للبوح والتجسيد والحركة في الزمان والمكان وتعددية الأصوات كانت الحامل الأمثل للإبداع النسائي. إن الرواية كخيار تعبيري يمنح قدرا واسعا من الفضاء للبوح والتجسيد والحركة في الزمان والمكان وتعددية الأصوات كانت الحامل الأمثل للإبداع النسائي الذي حاول الانفلات من أطر رؤية اجتماعية همشت إلى حد دور المرأة لفترة طويلة من الزمن قبل أن تأتي رياح التغيير بكل أبعادها وأدواتها الفكرية والإعلامية لتدفع بالنسيج الاجتماعي إلى عوالم جديدة لم تكن معروفة أو مألوفة ولتتقدم ثقافة جديدة تؤكد وجود المرأة كآخر له مكانه في الحياة والتعبير عن وجوده عبر السرد ،ولنشهد هذا التدفق من الأعمال الروائية التي وظفت الجسد كمفردة ثقافية كما حاولت التعبير عن القهر والقضايا الاجتماعية والرغبة في البوح والانطلاق الى عوالم مغايرة لم تتطرق إليها من قبل لتجئ صادمة أحيانا ومتجاوزة أحيانا ومفرطة في الواقعية أحيانا.. وربما باحثة عن معادلة مع الرجل او تفوق عليه او هجائه أحيانا أخرى .. ان النماذج الروائية النسوية المغايرة التي بدأت ب»بنات الرياض» لرجاء الصانع (وهو اسم يطرق باب الإبداع لأول مرة ولم نشهد عملا آخر له) ثم «ملامح» لزينب حفني وبعدها «القران المقدس» لطيف الحلاج وهو اسم مستعار ثم «الآخرون» لصبا الصايغ «وهو اسم مستعار أيضا» و»جاهلية» لليلى الجهني و»بحريات» لأميمة الخميس .. ثم التدفق الكبير من الأعمال التي تحتاج لقائمة ومساحة اكبر . تلك النماذج أكدت على قدوم فاعل وان جاء بعضه منقوصا ابداعيا في بعض الأعمال ومتحديا ومفرطا في اتهام الآخر «الرجل» ومنقوعا بالواقعية الفجة أحيانا أخرى. لكنها شكلت رأس سهم لانطلاقة ربما تستغرق بعض الوقت حتى تتبلور وتضحي تيارا فاعلا في الحركية الإبداعية موازيا لإبداع الرجل «هذا إذا صنفنا الإبداع إلى رجالي ونسائي». وإذا كانت الساحة قد شهدت الى جانب هذه الروايات سيلا من الروايات النسائية فإن العديد منها جاء هامشيا ومستغلا للضجة التي أحدثتها بعض الروايات او مناوئا لها مجدفا في اتجاه آخر .. ونبقى رهن الانتظار المشروط بالانعتاق من ربقة الصمت والعجز لنشهد أعمالا ناضجة إبداعيا الى جانب بعض الاعمال التي كسرت حاجز المحلية وهي عديدة.