تشير الدلائل المجتمعة من عدة مصادر إلى أن المرض يكون موجوداً لفترة طويلة قبل ظهور الأعراض وأن التدمير الذي يحدث في الأعصاب غير قابل للإصلاح، وهذه الدلائل توفر حجة قوية للبدء في العلاج مبكراً. أوضح رئيس الجمعية السعودية للتصلب العصبي المتعدد الدكتور محمد الجمعة ل»اليوم» أن فعاليات المجموعة السعودية لمرضى التصلب اللويحي تهدف إلى دعم مرضى التصلب المتعدد وتعريفهم بطرق الرعاية الصحية التي تقدم لهذا المرض، إلى جانب زيادة الوعي المجتمعي بالمرض وأوضح أن المملكة تفعّل هذا اليوم بالتوازي مع سبعين دولة في العالم، مبينا أن الهدف من الملتقى توعية المجتمع والمريض وأهله بالمرض، والتعايش معه. وأشار الجمعة إلى أن تصلب الأعصاب المتعدد هو مرض مزمن، ولا يمكن التنبؤ به، يصيب الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من المخ، النخاع الشوكي، والعصب البصري، ويحدث تدميرا لما يسمى «مايلين» وهو العازل الواقي المغلف للألياف العصبية مما يعيق التواصل بين المخ والنخاع الشوكي والعصب البصري مؤديا لظهور أعراض المرض. وذكر الجمعة أن حوالي 2.5 مليون إنسان على مستوى العالم يعانون من مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي، حيث يصيب المرض النساء بنسبة أكثر من الرجال 3 نساء لكل 2 من الرجال. منوهاً بأن فترة العمر التي يبدأ ظهور المرض فيها كبيرة وتتراوح بين 10-59 سنة، لكنه غالبا ما يظهر بين 29 -33 عاما، وأشار الجمعة بأن المرض يصيب 24 من كل 100 ألف شخص بالسعودية حاليًا، وفق أحدث الاحصاءات الطبية، وأن ألمانيا تعد أعلى دولة في العالم تسجل بها حالات الإصابة بهذا المرض بواقع 100 ألف حالة. تشير الدلائل المجتمعة من عدة مصادر إلى أن المرض يكون موجوداً لفترة طويلة قبل ظهور الأعراض وأن التدمير الذي يحدث في الأعصاب غير قابل للإصلاح وأضاف الجمعة: تشير الدلائل المجتمعة من عدة مصادر إلى أن المرض يكون موجوداً لفترة طويلة قبل ظهور الأعراض وأن التدمير الذي يحدث في الأعصاب غير قابل للإصلاح، وهذه الدلائل توفر حجة قوية للبدء في العلاج مبكراً، وقد بدت خلال السنوات القليلة الماضية دلائل متزايدة من الدراسات الكثيرة تشير إلى وجود نشاط التهابي قوي في المراحل الأولى لدورة المرض تؤدي إلى التراكم السريع والعجز العصبي وعلى ذلك تم اقتراح علاج المرض مبكراً بالعلاجات التي تعمل على تعديل مسار المرض حتى تمنع أو تؤخر ظهور عملية التحلل في الجهاز العصبي أو تطورها إلى الدرجة التي لا يمكن تغييرها، ويذكر أنه لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض حتى الآن ومع ذلك فهناك عدد من العلاجات المتاحة تساعد على التخفيف من الأعراض، وعلاوة على ذلك هناك أدوية حديثة تساعد على تغيير مسار المرض عن طريق تقليل عدد مرات الانتكاسات وشدتها وتؤخر ظهور العجز، وهذه الأدوية التي يطلق عليها «الأدوية المعدلة للمرض» تقلل عدد الأيام التي يقضيها المريض متأثراً بالأعراض، وتقلل أو تمنع تفاقم الإصابة في الجهاز العصبي المركزي، وتبطئ ظهور العجز، ولهذا ينصح الخبراء بالاستخدام المبكر للدواء الذي يحد بكفاءة من ظهور الإصابات ويمنع ضمور المخ. وأشار الجمعة أن النتائج التحليلية لأحدث دراسة تمت خلال السنوات الثلاث الماضية والمسماة BENEFIT أيدت وجهة النظر التي تنادي بأن العلاج المبكر عند ظهور أول أعراض الاصابة بالمرض يكون له أثر إيجابي على درجة الإعاقة في المرضى على المدى البعيد. وأن هناك دراسة حديثة نشرت في إحدى مجلات الأعصاب الأوروبية المتخصصة العام الماضي اظهرت أن نسبة انتشار المرض بين المواطنين الخليجيين قد تضاعفت حوالي 4 مرات، وبذلك فإنه يوجد 30 مصاباً من بين كل 100 ألف مواطن خليجي، ويعتقد بأن نسبة انتشار المرض في المملكة مشابهة لتلك النتائج، ولا يعرف حتى الآن سبب محدد لهذه الزيادة، ولكن يمكن اعتبار دقة التشخيص وتوفر الأطباء المختصين والأجهزة الطبية الحديثة عاملا مهما، وكذلك تزايد عدد المواطنين السعوديين وخاصة الشباب منهم، فقد زاد عدد سكان المملكة لأكثر من ضعفين خلال العشرين السنة الماضية، وربما توجد عوامل بيئية أخرى؟ ولذلك فنحن بصدد تزايد مقلق وانتشار مطرد للمرض، مشيراً بأن هنالك الكثير من المستجدات في مجال الأبحاث الجينية والبيئية عن احتمالية الإصابة بهذا المرض، ويوجد العديد من الوسائل التشخيصية الجديدة للتأكد من الإصابة بالمرض في أقصر وقت ممكن، إضافة الى ان العشرات من الأدوية التي تعمل على الجهاز المناعي العصبي في مراحل مختلفة من البحث الطبي تمهيداً لاستخدامها للمرضى.