يصيب مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي (التصلب اللويحي) 24 من كل مائة ألف شخص بالسعودية حالياً وفق أحدث الإحصاءات الطبية وتعد ألمانيا أعلى دولة في العالم تسجل بها حالات الإصابة بهذا المرض (100 ألف حالة). ويعاني حوالي 2.5 مليون إنسان على مستوى العالم من المرض الذي يصيب النساء بنسبة أكثر من الرجال (3 نساء مقابل رجلين). وفترة العمر التي يبدأ ظهور المرض فيها كبيرة وتتراوح بين 10-59 سنة، لكنه غالباً ما يظهر في الفئة العمرية بين 29 و33 عاماً. وأقامت المجموعة السعودية الاستشارية لمرض تصلب الأعصاب المتعدد "التصلب اللوحي"، فعاليات اليوم التعريفي لدعم مرضى التصلب العصبي اللويحي في كل من مكةالمكرمةوالرياض وذلك في إطار مشاركة المملكة في الاحتفال باليوم العالمي للمرض الذي يهدف إلى نشر الوعي المجتمعي بطبيعة المرض وطرق الكشف المبكر عنه والوقاية منه. وأوضح الدكتور محمد الجمعة، رئيس الجمعية السعودية للتصلب العصبي المتعدد أن هذه الفعاليات تهدف إلى دعم مرضى التصلب المتعدد وتعريفهم بطرق الرعاية الصحية التي تقدم لهذا المرض، إلى جانب زيادة الوعي المجتمعي بالمرض. وأوضح بأن المملكة تفعّل هذا اليوم بالتوازي مع 70 دولة في العالم، مبيناً أن الهدف من الملتقى توعية المجتمع والمريض وأهله بالمرض، والتعايش معه. وأقيمت الفعالية الأولى بمكةالمكرمة والفعالية الثانية بفندق "إنتركونتيننتال" بالرياض حيث تضمنتا العديد من الفعاليات المتميزة والتثقيفية لأهالي المرضى وشهدا تفاعلاً كبيراً من ذوي المرضى خلال حلقات النقاش عن المواضيع التي تهم المريض. وذكر أن تصلب الأعصاب المتعدد هو مرض مزمن، لا يمكن التنبؤ به، يصيب الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من المخ، النخاع الشوكي، والعصب البصري. وفي هذا المرض يحدث تدمير لما يسمى "مايلين" وهو العازل الواقي المغلف للألياف العصبية مما يعيق التواصل بين المخ والنخاع الشوكي والعصب البصري مؤدياً لظهور أعراض المرض. وتشير الدلائل المتجمعة من عدة مصادر إلى أن المرض يكون موجوداً لفترة طويلة قبل ظهور الأعراض وأن التدمير الذي يحدث في الأعصاب غير قابل للإصلاح. وهذه الدلائل توفر حجة قوية للبدء في العلاج مبكراً. وتجمعت خلال السنوات القليلة الماضية دلائل متزايدة من الدراسات الكثيرة تشير إلى وجود نشاط التهابي قوي في المراحل الأولى لدورة المرض تؤدي إلى التراكم السريع والعجز العصبي. وعلى ذلك، تم اقتراح علاج المرض مبكراً بالعلاجات التي تعمل علي تعديل مسار المرض حتي تمنع أو تؤخر ظهور عملية التحلل في الجهاز العصبي أو تطورها إلى الدرجة التي لا يمكن تغييرها. ولا يوجد علاج نهائي لهذا المرض حتى الآن، ومع ذلك فهناك عدد من العلاجات المتاحة تساعد علي التخفيف من الأعراض. وهناك أدوية حديثة تساعد على تغيير مسار المرض عن طريق تقليل عدد مرات الانتكاسات وشدتها وتؤخر ظهور العجز. وهذه الأدوية التي يطلق عليها "الأدوية المعدلة للمرض" تقلل عدد الأيام التي يقضيها المريض متأثراً بالأعراض، وتقلل أو تمنع تفاقم الإصابة في الجهاز العصبي المركزي، وتبطئ ظهور العجز، ولهذا ينصح الخبراء بالاستخدام المبكر للدواء الذي يحد بكفاءة من ظهور الإصابات ويمنع ضمور المخ. وأيدت النتائج التحليلية لأحدث دراسة تمت خلال الثلاث سنوات الماضية المسماة BENEFIT وجهة النظر التي تنادي بأن العلاج المبكر عند ظهور أول أعراض الإصابة بالمرض يكون له أثر إيجابي على درجة الإعاقة في المرضى على المدى البعيد. ومرض التصلب العصبي المتعدد أو المعروف في الإنجليزية ب (Multiple Sclerosis) أو (MS) من أكثر أمراض الجهاز العصبي المركزي المسببة للإعاقة شيوعاً وبخاصة عند فئة الشباب. وكان يعرف المرض باسم التصلب اللويحي وفقاً للترجمة الفرنسية لهذا المرض، وكان يدعى قبل ذلك بمرض البيض، نسبة لذوي البشرة البيضاء من الأصول الأوروبية، وذلك لانتشاره في أوروبا وأمريكا الشمالية. وفشلت الكثير من الدراسات في معرفة الأسباب الحقيقية لهذا المرض، لكن المتفق عليه هو وجود قابلية جينية (أي استعداد في جينات الشخص المصاب) قد تؤدي لحد كبير إلى الإصابة بالمرض. وهناك عوامل بينية (معظمها مجهول) قد تتسبب في حصول المرض في سن معينة، ومن أهم هذه العوامل البينية أن يعيش الشخص في المناطق الباردة الشمالية أو الجنوبية من الكرة الأرضية، وخاصة خلال مرحلة الطفولة. وينتشر هذا المرض في الإناث أكثر من الذكور، وخاصة في العقد الثاني إلى الخامس من العمر، وتبدأ أعراض المرض بحدوث إصابات مفاجئة في الجهاز العصبي المركزي، نتيجة تآكل مادة تسمى "الميلانين" أو "النخاعين" التي تغلف الأعصاب الموجودة في المادة البيضاء من الدماغ، حيث تدخل بعض الخلايا البيضاء أو البلغمية إلى الجهاز العصبي لأسباب غير معروفة. لكن من المحتمل أن يكون ذلك نتيجة اضطرابات في الجهاز المناعي العصبي، وتسبب هذه الخلايا في فقدان أو تآكل مادة الميلانين التي تعتبر العنصر الأساسي في انتقال الإشارات العصبية إلى أجهزة الحس والحركة. وفي حال كانت الإصابة في عصب العين قد يفقد المريض البصر في إحدى عينيه.