كشف اقتصاديون وعاملون في قطاع الطيران عن تسجيل أسواق 3 دول خليجية ارتفاعاً ملحوظاً بنمو مبيعات شركات الطيران المحلية والدولية واستحواذ هذه الدول على 53 بالمائة ممن غادروا من منطقة الشرق الأوسط كنقطة انطلاق أولى لهم خلال العام المنصرم 2012 ، وتحدث الاقتصاديون بأن الدول الخليجية مستهدفة من شركات طيران جديدة من دول أوروبية وآسيوية تعمل على استخراج تراخيص جديدة للنقل الجوي وهذه الشركات تقدمت للحكومات في الدول الخليجية بعد أن أجريت دراسات مستفيضة للأرباح والخسائر المتوقعة من دخولها للأسواق بالدول الخليجية. في البداية أوضح الخبير الاقتصادي عبدالرحمن الصنيع أن النقل الجوي بالدول الخليجية أصبح يحقق عوائد اقتصادية كبيرة الأمر الذي ساهم بشكل كبير في رفع معدلات نمو التجارة والسياحة في هذه الدول إضافة لتحفيز النمو الاقتصادي مما انعكس بشكل متزايد في التنمية المستدامة وبين الخبير الاقتصادي الصنيع بأن توجه هيئة الطيران المدني بالمملكة لتحويل المطارات الكبرى لمدن اقتصادية متخصصة في خدمات السفر سيحقق نسبا عالية في توطين الوظائف في شركات النقل الجوي كون أرباح الشركات المستفيدة من النقل الجوي بالمملكة سترتفع خلال السنوات المقبلة ما يعني زيادة فرص الاستثمار والمزيد من الوظائف للمواطنين بالمملكة ، واشار الخبير الاقتصادي الصنيع الى أن الانتعاش التدريجي في الاقتصاد العالمي من شأنه دعم مزيد من النمو في الطلب على نقل الركاب كما أن الآمال في بعض التحسن المتواضع في أوضاع التجارة العالمية يمكن أن تدفع أسواق الشحن الجوي إلى التعافي خلال العام الجاري ومكنت العديد من الشركات في خلق اسواقها الجوية بين الدول ، وأفاد الخبير الاقتصادي الصنيع بأن صناعة النقل الجوي ببعض الدول الخليجية أصبحت خلال الآونة الأخيرة تنمو بقوة وذات جودة عالمية إلا أنها تحتاج إلى إعادة النظر في سياسات التوطين لتقليص الفجوة بين العنصر الوطني والعنصر الأجنبي في هذا القطاع الحيوي. من جهته كشف الرئيس التنفيذي لطيران العربية عادل علي بأن الحصة السوقية في قطاع النقل الجوي بمنطقة الشرق الأوسط- المملكة العربية السعودية تتصدر أسواق المنطقة بقيمة مطلقة وأسهم في توفير 2.7 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ودخول شركات طيران جديدة السوق الخليجية مرتبط ارتباطا مباشرا بزيادة الطلب عليها وارتفاع نسبة الربحية ولكن مازال هناك دول لم تسمح بفتح أجوائها بالكامل للنقل التجاري فبمجرد سماحها بهذا سوف يحدث تغيير كبير جداً في حركة الطيران مواكبة بذلك الحركة الاقتصادية التي تعتبر صناعة الطيران جزءاً منها ومستقبل الطيران سيشهد طفرات واعدة ، وعن أسباب ارتفاع الطلب المتزايد على الطيران الجوي افاد عادل علي تنامي أهمية الاقتصاد الكلي للمنطقة العامل الأبرز وراء ارتفاع الطلب على خطوط قارية محددة لا سيما تلك التي تربط بين دول مجلس التعاون الخليجي والقارة الأوروبية وجنوب آسيا ويتضمن ذلك تنامي تعداد المغتربين في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وما يرافقه من ازدياد الطلب على الرحلات الجوية لهؤلاء المغتربين الذين يقومون بزيارة بلدانهم بانتظام. ووفقاً لتقارير اقتصادية متخصصة في قطاع الطيران الخليجي حصلت «اليوم» على نسخة منها فإن المملكة والإمارات أصبحتا الوجهتين الأبرز والأكثر نشاطاً في مجال النقل الجوي بمنطقة الشرق الأوسط بينما سجلت قطر أعلى معدل نمو لتستأثر هذه الدول الثلاث بأكثر من 53 بالمائة 52.8 مليون مسافر من أصل 99 مليون مسافر غادروا من منطقة الشرق الأوسط كنقطة انطلاق أولى لهم خلال عام 2012م وذلك وفقاً لتحليل أعدته إحدى الشركات المتخصصة في قطاع السياحة والسفر العالمي ، وتشير هذه التقارير إلى أن حركة الرحلات الجوية من المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر سجلت نمواً بمعدل 10 بالمائة خلال عام 2012 م مقارنة بالعام الماضي، لتتجاوز بفارق كبير معدل النمو الذي سجلته عموم أسواق الشرق الأوسط والذي بلغ 2 بالمائة. وتفيد التقارير بأن المملكة لازالت شكلت ال25 مليون مسافر الذين انطلقت رحلاتهم من المملكة العربية السعودية 25 بالمائة من إجمالي عدد المسافرين الذين غادروا من منطقة الشرق الأوسط في عام 2012م تليها الإمارات في المركز الثاني بفارق بسيط، حيث استأثرت بحصة سوقية بلغت نسبتها 23بالمائة من سوق السفر الإقليمي إذ شكلت وجهة انطلاق 23.1 مليون مسافر فيما بلغت الحصة السوقية لقطر في سوق النقل الجوي بالمنطقة 5 بالمائة حيث تصدرت القائمة من حيث نمو أعداد المسافرين والذي بلغ 4.74 مليون مسافر. وتمثل الامارات وجهة الانطلاق الأبرز للرحلات القارية بينما يعزى نمو حركة النقل الجوي في المملكة للرحلات الداخلية ازداد عدد المسافرين على متن الرحلات القارية انطلاقاً من دولة الإمارات 15.7 مليون مسافر خلال عام 2012م لتتفوق بذلك على المملكة 7.8 مليون مسافر وقطر 2.8 مليون مسافر كما سجلت دولة الإمارات أعلى معدل للمسافرين على متن الرحلات القارية 68بالمائة مقابل المسافرين إلى وجهات محلية ضمن الدولة ومنها إلى وجهات أخرى في المنطقة 32 بالمائة وجاءت قطر في المرتبة الثانية على صعيد المسافرين على متن الرحلات القارية بمعدل 59 بالمائة وأن خط «دبي- لندن» كان الأكثر نشاطاً على مستوى السوق الإماراتية فيما بلغت نسبة المسافرين على متن الرحلات القارية في المملكة العربية السعودية 31 بالمائة حيث تصدرت السوق السعودية جميع أسواق منطقة الشرق الأوسط من حيث إجمالي عدد المسافرين على متن الرحلات المحلية- 11.1 مليون مسافر، ما يمثل 44 بالمائة من إجمالي عدد المسافرين من المملكة وكان خط «جدة- الرياض» الأكثر نشاطاً بين بقية الخطوط المحلية بالمملكة.