يتم الحديث بين فترة وأخرى عن موضوع «ذروة النفط» ويكثر الجدل حوله بين مؤيد ومعارض، وقد كتب عن هذا الموضوع الكثير من المقالات والابحاث محليا وعالميا. كما انعقدت في قطر خلال من شهر ابريل الماضي فعاليات مؤتمر عن ذروة النفط تحت عنوان: (ذروة النفط: التحديات والفرص أمام دول الخليج) ويهدف هذا المقال الى تسليط بعض الضوء على مفهوم فكرة «ذروة الانتاج النفطي». المخزون النفطي في مكامن الارض محدود وثابت وسيبلغ الانتاج ذروته في وقت ما وبعدها يبدأ في التناقص التدريجي طبقا لمنحنى يشبه شكل الجرسوتأثيراتها على اقتصاديات المنطقة والعالم. صاحب فكرة او نظرية «ذروة النفط» هو العالم الجيولوجي الامريكي الدكتور ماريون كنغ هبرت «توفي في 1989م» وعمل في مناصب عدة منها جيولوجي في شركة شل وباحث في وكالة الابحاث الجيولوجية الامريكية واستاذ في جامعات مشهورة كاستانفورد وبروكلي وكانت له مساهمات علمية مهمة في علوم الارض ومن اشهر ما يعرف به هو نظرية «ذروة النفط». وملخص الفكرة ان المخزون النفطي في مكامن الارض محدود وثابت وسيبلغ الانتاج ذروته في وقت ما وبعدها يبدأ في التناقص التدريجي طبقا لمنحنى يشبه شكل الجرس، تركزت بحوث هبرت على حقول امريكا وتنبأ ان الانتاج سيبلغ ذروته ما بين نهاية 1960 وبداية 1970 ميلادية وهذا ما حدث فعلا اذ تناقص الانتاج الامريكي وتحولت امريكا من مصدر الى مستورد، وتنبأ هبرت ايضا في 1974م ان النفط العالمي سيبلغ ذروته في 1995م مع افتراض ثبات الانتاج عند مستواه آنذاك، ويشار ايضا الى ان تناقص الانتاج حدث في حقول النرويج عام 2005م وحقول شمال بريطانيا عام 1999م مما يضيف مصداقية ما الى نظرية هبرت وتنبؤاته التي لاقت رواجا عالميا واصبحت مثار جدل واسع، اجريت دراسات وابحاث عديدة قام بها خبراء ومنظمات متخصصة للتنبؤ بتوقيت حصول ذروة الانتاج النفطي التقليدي ولم تتوصل هذه الدراسات الى جواب محدد لصعوبة قياس المخزون وتعقيد جيولوجية المكامن الجوفية، بل ان بعض هذه الدراسات «وتشكل القلة» قد دحضت فكرة الذروة من الاساس. ويذكر ان تقريرا اصدرته وزارة الطاقة الامريكية عام 2005 تضمن قائمة طويلة من الخبراء والشركات التي حاولت التنبؤ بموعد حصول الذروة، واكثر هذه التنبؤات توقعت ان الذروة حصلت بالفعل ما قبل 2011م في حين ان بعضها تنبأ ان الذورة ستحصل في المستقبل ما بين 2020 – 2025م. هل بلغ الانتاج النفطي في السعودية او دول الخليج ذروته؟ سؤال يصعب الاجابة عنه لقلة المعلومات الرسمية والابحاث المتخصصة من جهة، وعدم دقة ما يتناول من ارقام تصدرها دراسات اجنبية من جهة اخرى، ما يمكن قوله وكما هو معروف، ان المخزون النفطي ثابت وقديم «تكون من آلاف السنين» وغير متجدد، وبالتالي سينضب يوما ما، ربما يساعد التقدم التقني وزيادة الاستثمارات في زيادة العمر الافتراضي لمخزون النفط الا انه حتما في النهاية سينضب.