الاهتمام بالتراث والثقافة دليل على نضج الأمم وتمسكها بتاريخها وتأكيد هويتها ، وفي أكثر الدول تقدما في العالم نجد الحفاوة بالموروث الشعبي بكل ألوانه يشكل جزءا كبيرا من هوية أي أمة . يحتفل الوطن هذا الأسبوع بمهرجان الجنادرية الثقافي التراثي الذي أصبح من العلامات الفارقة على خارطة الأنشطة الثقافية في العالم العربي . والحرس الوطني عندما بدأ هذا المهرجان قبل عقدين برؤية ثاقبة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان على رأس هذا الجهاز كان يهدف لتأصيل وحفظ تراث الوطن من خلال مهرجان يشارك فيه الجميع ويبرز هذا الثراء التراثي الذي يندر أن تجده مجتمعًا في وطن واحد ولعلي أضيف أن الحرس الوطني بهذا التوجه هو المؤسسة العسكرية الأولى في العالم التي تعنى بالثقافة والتراث على هذا المستوى. شرُفت على مدى 15عاما بالإشراف على مشاركة المنطقة الشرقية يشاركني ثلة من خيرة شباب الوطن (أعتذر عن ذكر الأسماء حتى لا أنسى أحدًا ) وكنت أرى الحماس والفرح في عيون كل من شارك سواء في الأوبريت أو السوق الشعبي أو اللوحات الفنية التراثية أو الإعداد والتجهيز لمشاركات المنطقة الشرقية وهي تشكل ركيزة رئيسة في المهرجان لكبر حجم المنطقة وللتنوع الثقافي فيها من الأحساء والقطيف وحفر الباطن وبقية مدن المنطقة الشرقية . كان الكل يتسابق لإبراز ما في المنطقة الشرقية من حِرَف وألوان شعبية وكان جناح الشرقية من أكثر الأجنحة إقبالًا وتفاعلا مع زوار المهرجان . وفي هذا العام وعلى يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أميرالمنطقة الشرقية يتحقق الحلم في إنشاء مبنى خاص يمثل المنطقة الشرقية (منطقة الخير) بكل ثرائها الثقافي والفكري وبمساهمة كريمة من عدد من رجال الأعمال الذين لم يبخلوا في التسابق لإنشاء هذا المعلم الحضاري الكبير. ولا أنسى أن أشكر أخي وزميلي الأستاذ فيصل القو والإخوة الزملاء في إدارة العلاقات العامة والمراسم في الإمارة الذين كان لهم دور كبير في أن يتحقق هذا الأمل الذي راودنا كثيرًا. كلنا نتطلع للمشاركة في هذه الاحتفالية الكبيرة هذا الأسبوع والتي يتوجها حضور خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله فهنيئًا للشرقية بيتها وهنيئًا لنا أميرنا ونائبه وهنيئًا للوطن قيادته. تويتر h_aljasser [email protected]