موضوع الأسبوع الماضي عن اتلاف لوحات للفنانين محمد الصندل وأحمد السبت وعبدالعزيز الخوفي وخالد العريفي ويوسف العريفي، مع كل ما أحيط من استفسارات وأسئلة والحديث عن جوانب تتعلق بالعناية بالأعمال الفنية ووسائل الحفاظ عليها من التلف، كان اهتمام مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء سامي الجمعان، الذي دار معه حوار مطول عن القضية نفسها، وهو كما قال لي صدمه خبر ما وقع، مشيرا أنه اهتم بالفن التشكيلي وبالفنانين وبأعمالهم، وأنه وجه منذ أعوام قسم الفنون التشكيلية بتخصيص أماكن (أرفف) وتجهيزها لحفظ الأعمال التشكيلية من العطب أو التلف، كما حرص على الاهتمام بالنشاطات التشكيلية وإقامة المعارض وتكريم الفنانين التشكيليين ممَن ترك الجمعية أو ممن لا زالوا حاضرين في أنشطتها. المسؤولية لا تعني التصرف وفق الأهواء، فالمؤسسات الرسمية ذات الاختصاص وجدت لرعاية الفن والفنانين والمثقفين بشكل عاموعن إتلاف الأعمال، أشار أيضا إلى اهتمامه بالموضوع وصدمته الشديدة للتصرف الذي بدر من أحد مسؤولي الجمعية بإتلاف اللوحات، وأن هناك اهتماما بتعويض الفنان الصندل ماديا وطباعة لوحته والاعتذار منه خطيا من قبل المسؤول عن الحادثة وأمور أخرى تمنح الفنانين أصحاب الأعمال الفنية وخاصة الصندل والسبت حقهم الأدبي والمعنوي. «اليوم» عندما طرحت الموضوع أرادت التنبيه إلى بعض التصرفات الشخصية التي تعبر أحيانا عن وجهة نظر خاصة خاطئة، يجب أن تكون محل المحاسبة وأن المسؤولية لا تعني التصرف وفق الأهواء، فالمؤسسات الرسمية ذات الاختصاص وجدت لرعاية الفن والفنانين والمثقفين بشكل عام. وجمعية الثقافة والفنون، بكل فروعها، لم أسمع عن أنها أتلفت أعمالا أو تعاملت معها بشكل يعطبها، وإن كانت الإمكانات في أحيان لا تساعد على تهيئة أو تجهيز أماكن الحفظ، ولعل الواقعة تلك لم تكن متوقعة، لأن الأعمال نفسها كانت معلقة على جدران الجمعية وحول المكاتب الإدارية.الواقع أن عددا من أعمال الفنانين التشكيليين لم تزل في مقار فروع الجمعية، ولم يستعدها أصحابها تقاعسا أو لأساب أخرى، ومع ذلك فإن هذا ليس مبررا لإتلاف أعمال أو إهمالها، فالعمل الفني وثيقة وتاريخ يعني الفنان وزمنه وأيضا مضمون ومحتوى العمل ومدى علاقته بالمحيط، وهو ما يندرج بشكل كبير على عمل الصندل. لعلنا نتذكر استقبال وزير الثقافة المصري سابقا فاروق حسني للزميل هشام قنديل بعد إعادته لوحات حامد ندا، التي اشتراها وكانت اعتبرت مفقودة، وكذلك إيقاف وتوقيف مدير قطاع الفنون التشكيلية عندما سرقت لوحة فان جوخ.