في هذه الأيام التي يخطط الناس فيها للسفر أتذكر الإنجليز عندما يقولون : ( كثرة السفر تزيد العاقل حكمة والسفيه غفلة ) ، والسفر له أثر كبير على النفوس لأنه يكسر الروتين ويغذي الروح والعقل . لا تكن من الذين يسافرون حتى يتحدثوا عن السفر إذا عادوا ، فجمال السفر عندما تعيشه من أجلك لا من أجل الاستعراض به أمام الآخرين ، ويكون همك الإجابة المميزة للسؤال المعتاد : ( أين قضيتوا الإجازة ؟ ) ، والصورة الحقيقية التي لها قيمة هي تلك الصورة التي تلتقطها لتخزن لحظة السعادة في إطار الصورة ، فألبوم السفر هو توثيق للحظات السعادة وليس كتالوج استعراض أمام الآخرين . يقول الأديب البرازيلي باولو كويلو : ( السفر هو تجربة التوقف عن كونك الشخص الذي تحاول أن تكونه ، بأن تكون الشخص الذي هو أنت ) ، فالسفر فرصة لتخفيف الأقنعة والبحث عن الذات ، وفي السفر غسل للروح وإشباع للعين وزيادة في الفكر تحت إطار عريض من الأنس ، ولذلك عليك اللعب بروح طفل ، والتأمل بعقل فيلسوف . لن تفهم العالم وأنت معتقل في أسوار مدينتك ، فالانفتاح على ثقافات العالم يجعلك تعيد النظر بما أدمنت على رؤيته ، وأذكر أنني سألت أحد أعضاء هيئة كبار العلماء عن سبب اختلافه عن بعض أقرانه في رؤيته لبعض الأمور ، فرد عليّ بأنه كان يسافر للخارج منذ وقت مبكر . ليس للسفر قاعدة ، فالمجهد يحتاج للاسترخاء والمحبط يحتاج للانطلاق ، والقراءة في السفر قد تكون ميزة وقد تكون عيباً ، فكل شخص عليه أن يعرف نفسه وحاجته النفسية حتى يسافر بالطريقة التي تناسبه ، وإذا ارتحت في مدينة فمدد إقامتك فيها وإذا حصل العكس فغادر ، ولا تجعل الحجوزات هي من يحدد مصير سعادتك ، فهي وسيلة لتحقيق سعادتك وليست قانوناً علينا الالتزام به أفضل عادة في السفر ألّا تكون لك عادة ، والتكيف على غير ما ألفته هو لذة ومكسب في نفس الوقت ، وفي السفر تكون الوسيلة أهم من الغاية أحياناً ، فالوقت الذي نمضيه في المواصلات والترتيب طويل ولذلك علينا الاستمتاع به وليس التوتر من أجله ، ففكر بالألعاب والمتع التي ستستمتع بها أثناء الرحلة . ليس للسفر قاعدة ، فالمجهد يحتاج للاسترخاء والمحبط يحتاج للانطلاق ، والقراءة في السفر قد تكون ميزة وقد تكون عيباً ، فكل شخص عليه أن يعرف نفسه وحاجته النفسية حتى يسافر بالطريقة التي تناسبه ، وإذا ارتحت في مدينة فمدد إقامتك فيها وإذا حصل العكس فغادر ، ولا تجعل الحجوزات هي من يحدد مصير سعادتك ، فهي وسيلة لتحقيق سعادتك وليست قانوناً علينا الالتزام به ، وليس السفر بروتوكولاً ملزماً ، فطبيعة نفسيتك قد تجعلك لا تسافر في سنة وتسافر في السنة التي تليها عدة مرات ، فلا تسافر لأن الجميع رحلوا . كن سفيراً لبلدك حتى ولو قصرت سفارة بلدك معك مستلهماً عبارة جون كندي : ( لا تسأل الدولة ماذا تستطيع أن تفعل من أجلك .. بل اسأل نفسك ماذا تستطيع أن تفعل من أجل بلدك ). السفر قد يعلمك كيف هي رحلة الحياة ، وقد تتعلم من مسّاح الأحذية في طرف الشارع ما لا تجده عند أستاذ الجامعة ، والخوف من الله هو أفضل جواز سفر تحمله .