يحكى ان الأب في الثمانينات من عمره كان في جلسة هدوء مع ابنه الشاب في غرفة المعيشة يتجاذبان الحديث ويمنح كل منهما الآخر من اهتمامه الكثير ، ويتبادلان ذكرياتهما . وفجأة حط عصفور امام النافذة وأخذ يغرد فسأل الأب ابنه: ما هذا ؟ أجابه الابن باستغراب: هذا عصفور !!! ألم أقل لك إنه عصفور ؟ هل هذا صعب عليك فهمه ؟ وهم بمغادرة المكان عندئذ استبقاه الاب وقام وذهب لغرفته ثم عاد بعد دقائق ومعه بعض أوراق شبه ممزقة وقديمة من مذكراته اليومية ثم أعطاها لابنه، بعد ان فتحها على صفحة معينة، وقال له اقرأها وبعد دقائق عاد الأب وسأل ابنه للمرة الثانية وهو يشير للعصفور : ما هذا ؟ الابن باستغراب أكبر: إنه عصفور !! دقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الثالثة : ما هذا ؟ وهنا ارتفع صوت الابن من تكرار والده لهذا السؤال وبدا الضجر عليه : انه عصفور ..عصفور يا أبي !!! وبعد دقائق من الصمت عاد الأب وسأل للمرة الرابعة : ما هذا ؟ فلم يحتمل الابن هذا واشتاط غضبا وارتفع صوته أكثر وقال: مالك تعيد علي نفس السؤال، ألم أقل لك إنه عصفور ؟ هل هذا صعب عليك فهمه؟ وهم بمغادرة المكان عندئذ استبقاه الاب وقام وذهب لغرفته ثم عاد بعد دقائق ومعه بعض أوراق شبه ممزقة وقديمة من مذكراته اليومية ثم أعطاها لابنه، بعد ان فتحها على صفحة معينة، وقال له اقرأها، بدأ الابن يقرأ: «اليوم أكمل ابني 3 سنوات وها هو يمرح ويركض هنا وهناك ، وإذا بعصفور يغرد في الحديقة فسألني ابني ما هذا فقلت له انه عصفور وعاد وسألني نفس السؤال 23 مرة وأنا أجبته 23 مرة ! كنت في كل مرة استمتع بصوته وهو يسألني واستمتع عندما أجيبه. حضنته وقبلته وضحكنا معا حتى تعب ونام فحملته وذهبت به لينام على سريري حتى اليوم التالي». يبقى حق الوالدين كبيرا، ونبقى نحن عاجزين عن تعويضهما عما قضياه من عمرهما في سبيلنا. اللهم اجزهما عنا خيرا Twitter : @h_aljasser