لا شيء يبعث في النفس الشعور بالراحة كالقراءة أيا كان الكتاب وأيا كان الموضوع وأيا كان الوقت، إنها الغذاء الذي يمنح الحياة مساحة أرحب والحلم عالما أوسع. من وسائل القراءة اليوم عالم الإنترنت بما فيه من صور ومن عبر وما يموج به من حقيقة وخيال وصحيح ومكذوب. في «اليوتيوب» مشهد معبر ومؤثر لرجل في خريف العمر يجلس إلى جانب شاب في ربيع العمر على مقعد في حديقة المنزل، وأمامهما عصفور يتناول وجبته مما تجود به حشائش الحديقة. ينشغل الابن بقراءة الصحيفة وينشغل الأب بمتابعة العصفور، لكن الخريف يستنهضه لشيء من الدفء والاهتمام فيسأل ابنه مشيرا إلى العصفور ما هذا؟ فيجيب الابن: إنه عصفور .. وتمضي لحظات فيتكرر السؤال وتتكرر الإجابة ثم لحظات ثم السؤال والإجابة .. لكن الربيع ليس منعشا دائما، حيث يثور الابن ويرمي بجريدته بعصبية .. قائلا لأبيه: قلت لك إنه عصفوووور. ينسل الأب في هدوء إلى داخل المنزل ويعود بكراسة ويسلمها لابنه ويقول لابنه اقرأ بصوت عال، فيقرأ الابن فرحة الأب حين كان ابنه الصغير يكرر كلمة عصفور إحدى وعشرين مرة وفي كل مرة يضمه إليه في حنان وانتشاء لسماع هذه الكلمة المحببة من ابنه. هنا يحتضن الولد أباه ويعانقه ويلقي برأسه على كتفه في اعتذار يغمره البكاء والدموع والأسف الشديد واعتراف بذنبه. عبرة أخرى عن طالب في إحدى المدارس في المملكة قام بالكتابة على جدران المدرسة فاستدعت الإدارة أباه لمشاهدة فعلة ابنه، وحين سأله عن السبب قال: شعرت بالطفش فلم أجد إلا أن أفعل ما فعلت، أخرج الأب جواله واتصل بشخص وحين وصل إلى المدرسة قال له: خذ ما شئت وأعد طلاء الجدار ثم التفت إلى ابنه في هدوء قائلا: يا بني إن لم تنفعني فلا تخسرني .. واستأذن ومضى. انتابت الابن نوبة بكاء وأخذ يردد: ليته ضربني ليته عاقبني. في المواقف الصغيرة آثارها التي لا يمحوها تعاقب الليل والنهار لأنها نابعة من حس إنساني لا تخبو جذوته. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة