هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدرها أن مهمتها الأساسية هي الوقوف بين أهل الشهوات وشهواتهم، وبالتالي فلن يرضى عنها الجميع ولو حرصت، بل وسيظل هناك من يسعى لتصيد أخطائها والبحث عن زلات رجالها ساعياً بذلك إلى إزاحتها عن طريقه! هذه قضية محسومة ولذلك فبدلاً من الصياح والعويل والانشغال بما لا ينفع، من مصلحة الهيئة ومن ثم مصلحة الوطن أن تتجه جهود رجالها - وعلى رأسهم معالي الرئيس - إلى التطوير والرقي بمستوى العاملين، والتعامل بحكمة مع كل متصيد ومتصيدة، وعلى رأس ذلك الالتزام بالمنهج الشرعي في التعامل مع الأخطاء! فإذا كان للأعداء فضل ومنّة كما قال الشاعر، لأنهم يبحثون عن الزلات فيجتنبها، وينافسون فيكتسب المعاليا، فالخصوم من باب أولى! هذه أمور يعرفها أصغر موظف في الهيئة فكيف بقيادات الهيئة وفقهم الله؟! ولكن ما رأيناه خلال الفترة الماضية القريبة لا يؤيد أن هذه المعلومات النظرية هي جزء من السلوك والتطبيق في مجال عمل قيادات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! لقد كان هناك انشغال بأمور جزئية كان من الممكن تجنبها أو على الأقل حلها بغير الطريقة التي حلّت بها، إن كانت قد حلّت! فمعركة كراسي الدرجة الأولى والسياحية التي حدثت بين معالي رئيس الهيئة والخطوط السعودية، والتي أخذت وقتاً طويلاً ما بين أخذ ورد وتكذيب وتهديد ووعيد، لم تكن تستحق كل هذه الضجة، وحتى لو كانت تستحق فليس حلها من مهام رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهناك علاقات عامة وجهات قانونية في جهاز الهيئة من الممكن أن تفعّل الموضوع وتتابعه! المعركة الثانية، معركة أبو لهب التي تبعت الدخول في مواضيع حساسة، كان من الأفضل أن تطوى ولا تروى، وما تم فيها من سجال مع أفراد من قبيلة عريقة من قبائل هذا الوطن لا يضرها ضلال من ضل من أبنائها، وما تبع ذلك من انشغال بالأخذ والرد ورمي الاتهامات يميناً ويساراً! ركزت على هاتين القضيتين لتتابعهما ولكونهما حول قضايا مهما ارتفعت فلن تصل إلى مستوى الأهم في أولويات معالي الرئيس ورجاله، وخوفاً من أن يكون مصلحة خصوم الهيئة فعلاً ليست في تغيير كرسي من كراسي الخطوط أو اتهام أبي لهب ومن سار على طريقه، بل في الانشغال بهذا الموضوع، ما سيؤثر حتى على معنويات رجل الهيئة في الميدان! معالي الرئيس مهمتك أكبر. تويتر : @shlash2020