يكشف المصور الفرنسي تشيكوف مينوزا في كتابه نجران «روضة الصحراء» عن مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية، التي التقطها لمنطقة نجران في السبعينات الميلادية, ويعرض نماذج منها, تحكي عن قصة نجران وعراقتها التاريخية والأثرية والسياحية, وعاداتها وتقاليدها القديمة, ونشاطاتها واحتفالاتها وفنونها الشعبية, وصناعاتها المحلية وحرفها اليدوية, و»جميع مظاهر الحياة في نجران», ويضع أمام القارئ «بالكلمة الموجزة, والصورة المعبرة تاريخاً حافلاً وعريقاً لنجران». وجاء الكتاب باللغتين العربية والانجليزية في 150 صفحة من الحجم الكبير, وتضمن عدة أبواب منها: الزراعة وفن العمارة, والفنون والتقاليد, والحياة في الصحراء, ونجران الحديثة. واستطاع المصور الفرنسي على مدى السنوات التي عاشها في نجران أن يجمع في صوره العديد من الانطباعات الذهنية المثيرة لتعطي رؤية ساحرة لمعالم الفن والجمال وتقاليد الماضي العريق, التي تمثل جزءاً من تراث أهالي منطقة نجران, ولها قيمة عظيمة تتناقلها الأجيال. ويعرض المصور في كتابه «نجران» صوراً لمواهب فنية محلية أصيلة تتميز بها منطقة نجران, ومنها صناعة الجنبية وهي خنجر قصير ذو شكل هلالي يزين مقبضه بالفضة والعاج ويتقلده معظم الرجال حتى اليوم, كما تشتهر نجران بصناعاتها المتقنة للحلي الفضي. وأوضح تشيكوف في كتابه أن نجران واحة رائعة وجميلة في قلب الصحراء وبها مروج خضراء غنية بتعدد المحاصيل الزراعية والتربة الغنية التي تنتج المحاصيل الوفيرة في نجران تستخدم أيضا كإحدى مواد البناء الرئيسية في تشييد المنازل ذات الأدوار العالية التي تبنى بخليط من الطين والتبن والجريد وتعد من أجمل وأروع ضروب الفن المعماري في العالم ومن هذه المنازل قصر الإمارة الأثري الذي يعد حاليا متحف يحتفظ بحيويته وأهميته. ويظهر الكتاب صوراً لموقع الأخدود الأثري وهو من أبرز الآثار بالمنطقة, وكانت تقوم عليه مدينة «رقمات» عاصمة نجران القديمة, وتؤكد صور مينوزا على حاضر نجران الزاهر إذ حظيت المنطقة خلال السنوات الماضية بمشاريع إنمائية كبيرة شملت مجمل مناحي الحياة في نهضة تنموية شاملة.