لا يساورني ادنى شك بأن النظام الإيراني اليوم فى مرحلة سياسة الحافة والتي حتما ما تعكس حالة اليأس وفقدان الرشد سياسيا ببعد انكشاف سوءات عباقرة مشروع الهيمنة على منطقة الخليج والهلال الخصيب واليمن مؤخرا .. إيران اليوم وصلت لقناعة مؤدّاها ان ظرف الفوضى الخلاّقة ورياح التغيير التي تعصف بالعديد من الأنظمة العربية كلها مواتية لتتبنّى جماهيريا مشاريع الفوضى فى كل بلد مجاور وكأنها وصي على حقوق شعوب المنطقة وتقف معها فى خندق مطالبها المشروعة .. ففي الوقت الذي كان الخطاب الرسمي للنظام الإيراني منذ 1979 يتبنّى سياسة المهادنة مع الأنظمة العربية فى العلن ويجسّد موقف المنافح عن حقوق الشعوب المقهورة، ظل يعمل فى الظلام على مشروع اختراق مجتمعات الجيران للترتيب لمرحلة ما بعد التثويّر واستزراع انظمة سياسية خانعة تأتمر بسياسات طهران على المدى البعيد .. امن الخليج وحماية مصالح شعوبه واستقرار انظمته مسؤولية تاريخية وواقع موجود ليبقى ولن تسمح المملكة لا لطهران ولا لغيرها باللعب بخارطة الخليج سياسيا لأنها خط احمر دفع ضريبته صدام حسين وسيدفع نفس الضريبة كل من يحاول اجتياز ذلك الخط بالتأكيد ان حسابات النظام الإيراني جد ينقصها الذكاء عندما تتخيّل ان ظروفا غير طبيعية تهز عروش المنطقة هي فرصة مواتية وصالحة للتطبيق فى بلد كالمملكة مثلا !! إذا كانت ادمغة ساسة طهران وصلت لقناعة انها لابد وان تنسف من طريقها كل ثوابت التاريخ والجغرافيا لدول منطقة الخليج كمنظومة إقليمية ذات وزن سياسي مهم فى المنطقة بتأزيم المجتمعات الخليجية من الداخل بمسألة الطائفية كغطاء شرعي لخطابها العدائي على سيادات الأنظمة، فهي تخطىء بالتأكيد هنا كونها تقحم نفسها مباشرة فى مناطحة لن تكون فى صالحها بكل الحسابات .. خطأنا الفادح هنا فى المملكة اننا دوما ما كنا نترفّع عن تناول الخروقات الإيرانية ونتجاهل كل الأدوار الإيرانية غير السوية بدءا من العراق مرورا بلبنان وغزة واخيرا اليمن منذ الإطاحة بنظام صدام حسين ونحكّم العقل ومصالح امة مسلمة واحدة بمصير مشترك وانها اخطاء ساسة فردية وقد يتراجع عنها فى أي وقت، إلاّ ان النظام الإيراني المأخوذ بفزّاعته النووية لم يعد يعطي قادة المملكة اية خيارات عدا منطق القوة لوضع حد لتجاوزات طهران .. التدخل السعودي فى طهران سيكرر نفسه فى أي دولة خليجية تتعرض لنفس ما تتعرض له مملكة البحرين شاءت طهران ام ابت .. وامن الخليج وحماية مصالح شعوبه واستقرار انظمته مسؤولية تاريخية وواقع موجود ليبقى ولن تسمح المملكة لا لطهران ولا لغيرها باللعب بخارطة الخليج سياسيا لأنها خط احمر دفع ضريبته صدام حسين وسيدفع نفس الضريبة كل من يحاول اجتياز ذلك الخط .. اسوأ ما في هذا الدور الإيراني انه يتعامى عن طائفيته المقيتة والقمعية لأبناء السنة فى الأهواز والتي كثيرا ما ترفعت المملكة ودول الخليج عن إثارتها وبشكل مقلق للنظام الإيراني .. طهران فاقدة للرشد الآن بسياستها العدوانية المكشوفة بما استزرعته داخل المجتمعات الخليجية من اسافين وبالتأكيد انها لن تجني إلاّ على نفسها .. [email protected]