على انغام الهول واليامال .. وموج البحر .. ومن عاصمة النفط .. يمتد الفرح هذا المساء من كورنيش الدمام لساحل العقير بالأحساء .. فالزفة تمتد لما يقارب 150كم .. سيتغنى فيها جمهور الفتح بأهازيج رابح صقر وعادل الخميس وفهد الكبيسي ..!! نعم .. هالة من الضوء المشع تخترق جدرانا مختلفة هذا المساء في الساحل الشرقي .. تضيء في الواحة الخضراء .. تمر عبر مئات من النخيل الباسقات .. وتلمع في عين أم سبعة وعين الحارة وعين النجم وعين الجوهرية وعين الأخدود وعين وزية وعين مرجان .. وهي عيون الاحساء الممتدة عبر واحتها الخضراء منذ آلاف السنين ..!! الفتح .. اسم دخل ضمن منظومة الكبار .. دون ضجيج يغرق وسائل الإعلام .. ودون تفاخر يصل للتبجح .. ودون هدر للمال دون فائدة مرجوة .. أنه الفتح الذي فتح مناهج جديدة في عالم كرة القدم .. أيقن الجميع أنها تستحق أن تدرس حتى في الأندية الكبيرة التي لها صولات وجولات ..!! نعم .. تشغلني هذه الألفة .. وتغريني للكتابة أكثر .. وتشعلني غصبا .. لأعود بالسؤال ماذا تريد مني هذه الواحة «بفتحها» ونموذجيتها الساحرة ببرها وبحرها ونخيلها وأهلها ؟ هل هو حب من قلمي جاء متأخرا ؟ ام سحابة صيف عابرة ؟ ام مع مبدأ «مع القوم يا شقرة» و»حشر مع الناس عيد» بمناسبة انتصار هنا وهناك لناد قادم من دهاليز الأولى تفوق على الكبار في الأضواء ؟ ام أن الأمر لا يعدو كونه دغدغة مشاعر محبي هذا الفتح ؟ هل هو حب من قلمي جاء متأخرا ؟ ام سحابة صيف عابرة ؟ ام مع مبدأ «مع القوم يا شقرة» و»حشر مع الناس عيد» بمناسبة انتصار هنا وهناك لناد قادم من دهاليز الأولى تفوق على الكبار في الأضواء ؟ ام أن الأمر لا يعدو كونه دغدغة مشاعر محبي هذا الفتح ؟ لا هذا ولا ذاك .. ولكن شدني الشموخ الذي كان عليه أبناء الفتح من مسئولين ولاعبين وجماهير .. شموخ يعرف الحدود جيدا .. لا يعطي نفسه أكثر مما ينبغي .. لكنه لا يرضى بأن يكون ضمن العربة التي تحمل الأمتعة في نهاية القطار .. ومن هنا فان اللقب الذي احتضنه النموذجي وسيتوج به في أمسية اليوم .. هو ترجمة لعمل جبار من منظومة عمل محترفة ..!! ذاك الشموخ .. وتقدير الذات .. وتقدير الإمكانات في الفتح هو للأسف الشديد الغائب عن جيرانه في الساحل الشرقي الاتفاق والقادسية . لقد أدخل فضاء الشموخ لهذا النادي الذهول والانبهار لفرق كبيرة .. وأصبح الفتح مثالا يحتذى به في العمل الإداري بالأندية , فالإمكانات مهمة لكنها ليست كل شيء , وما فعله النموذجي هذا الموسم دلالة واضحة لتثبيت الدور الإداري الذي ينتج انجازا وانتصارا ونبوغا ..!! القادمون من الواحة الخضراء تعملقوا .. القادمون من العيون السبع تفوقوا .. القادمون من النخيل تميزوا .. القادمون من أصل الطيبة وبساطة الإنسان تصدروا .. والليلة مراسيم التتويج .. والمطلوب من جماهير الفتح خاصة والمنطقة الشرقية عامة .. أن يزفوا العريس الجديد للقبه الغالي بالحضور الكثيف والمشاركة الفعالة .. ليرد إلى اللاعبين والجهازين الفني والإداري والإدارة وأعضاء الشرف جميلا مما قدموه للكرة السعودية قاطبة وليس لنادي الفتح فقط ..!! هرولوا في البداية .. ركضوا في الوسط .. أسرعوا في النهاية .. هو حال أزرق الساحل الشرقي الذي مسح من القاموس ما يسمى ( النفس القصير ) .. وعطل فكر أولئك الذين يستصعبون الوصول إلى القمة .. لمجرد أنهم صغار والاخرون كبار .. لقد ألغى الفتح مفاهيم كثيرة كانت تعشعش في رؤوسنا لسنوات طوال .. لقد حول ما يسمى بالخيال إلى واقع .. وحول السراب إلى ماء .. وأنعش الصحراء بمطر الطموح .. وأسقى النخيل بماء لا يعرف اليأس .. !! لم يكن هذا الفتح مجرد زائر في محطة الكبار .. ولم يكن عابر سبيل .. ولم يخضع لقانون الاستسلام .. فهو يؤمن بأن الصغير يكبر وأن منصات التتويج حق للجميع .. تلك المعادلة غيرت من وجه الكرة السعودية في عام 2013.. وسيذكر التاريخ أن هناك فريقاً اسمه الفتح من ذوي الدخل المحدود انتصر على أصحاب الملايين في الدوري السعودي .. ! الليلة .. يجب أن تكون مميزة في الساحل الشرقي وهي تحتفل بالنموذجي .. وجماهير الاتفاق والقادسية والخليج وغيرها من أندية الشرقية معنية بالحضور لإنجاح حفل مراسيم الختام .. يستاهل الفتح ورجاله وجماهيره ..!! تويتر @essaaljokm