يعد الفنان السعودي علي إبراهيم أحد أعمدة الفن في المملكة العربية السعودية ومن مؤسسي الحركة الدرامية والمسرحية فيها، حيث بدأ حياته الفنية منذ 45 عاما في أول عمل له بعنوان (فرصة ثانية) بمشاركة الفنان المعروف سعد خضر وإخراج إبراهيم الحمدان. يتميز علي إبراهيم بخفة دمه وبساطته وحضوره المميز في المسرح والتلفزيون، وبكونه صاحب تجربة ثرية وعاصر العديد من الأجيال في الفن كان لنا معه هذا الحوار لنخرج ما في جعبته للقارئ العزيز. أبو فوزي أنت وين مختفي؟ قال ضاحكاً عشان تشتاقون لي. الحقيقة أنا رجعت من محافظة جدة منذ أيام قليلة، حيث كنت أصور مشاهدي في المسلسل السعودي (أنت طالق) سيناريو وحوار محمد بخش وإخراج الأردني محمد العلمي بمشاركة عدد من الفنانين المعروفين. طوال السنة ما عندك غير هذا العمل؟ احنا لقينا وقلنا لا ؟! النشاط الفني شبه متوقف لأنه تحول إلى موسمي في رمضان المبارك وهذا ما حد من ظهور الكثير من الفنانين. ألا يوجد هناك عمل من إنتاج مؤسستك الخاصة؟ يوجد مسلسل متوقف على التعميد في التلفزيون السعودي .. حدثنا عنه؟ عمل تلفزيوني درامي بعنوان (باب وشباك) تأليف الفنان والكاتب مهدي البقمي عبارة عن حلقات متصلة منفصلة كل حلقة تحكي عن موضوع معين من الظواهر الاجتماعية منها على سبيل المثال حلقات عن التجميل ومشاكله وحلقة تناقش ظاهرة (الشعوذة) الخطيرة على الفرد والوطن. لا توجد محبة للفن هذا جيل أطلقت عليه جيل (الوجبات السريعة) وممكن ينتهي في أي لحظة، لأنه يريد شهرة ومالا ومعظمهم إذا طلب يشترط البطولة وكم سيتقاضى في العمل، بينما كنا نمثل أجورا ضعيفة ونتعب كثيراً لحبنا لمهنتنا. ما آخر ما توصلتم اليه مع التلفزيون بشأن التعميد؟ معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن الهزاع وعدنا خيراً، ومن المتوقع خروج التعميد بعد رمضان ثم البدء في تصوير العمل، ويأتي سبب التأخير - كما أخبرني المسئولون في التلفزيون - بسبب التغييرات في وزارة الثقافة والإعلام وإنشاء هيئة التلفزيون ساهمت في تعطيل العديد من المعاملات. ذكرت في معرض إجابتك التركيز على الموسم الرمضاني .. هل هو ظاهرة صحية؟ بالتأكيد لا !! لأنه جعل الكثير بالوسط الفني لا يعمل طوال الموسم لتركيز العالم على رمضان، والسبب أنه يختلف في سعره وتسويقه بالنسبة للشركات المنتجة التي تتعاقد مع القنوات الفضائية، إلى جانب الشللية التي طغت على الفن وأفسدته. المتابع للحراك الفني السعودي يشعر بفجوة بين الفنانين .. ما السبب؟ أيام الفنان محمد العلي والفنان عبدالعزيز الحماد رحمة الله عليهما ومن في جيلهما كان الوضع أفضل بكثير من ناحية التواصل والمحبة بيننا وحبنا وعشقنا للفن. أما الآن ما فيه تقارب ويوجد جفاء بين البعض لأن نظرة الفن عند البعض اختلفت تماماً. لا توجد محبة للفن هذا جيل أطلقت عليه جيل (الوجبات السريعة) وممكن ينتهي في أي لحظة، لأنه يريد شهرة ومالا ومعظمهم إذا طلب يشترط البطولة وكم سيتقاضى في العمل، بينما كنا نمثل أجورا ضعيفة ونتعب كثيراً لحبنا لمهنتنا. انتشرت في الآونة الأخيرة حالة تسول بعض الفنانين للعمل .. ما تعليقك؟ بالفعل .. هناك فنانون سعوديون يتسولون العمل عند المخرجين والمنتجين، يذهبون إليهم ويتقربون منهم لأن معظم المنتجين ممثلون في الأصل ويختارون أدوارا معينة حتى لو لم تناسب شخصياتهم. كما أنهم يفرضون على المخرج أسماء معينة. بنظرة عامة على الفن السعودي هل أنت راض عنه؟ لا يعجبني حال الفن حاليا، لأننا لم نقدم شيئا وليس لنا علامة في الخليج باستثناء مسلسل (أيام وليالي) للمخرج خالد الطخيم ، كون العمل يحمل الصبغة السعودية. أما ما يحصل في الفن السعودي فهو اجتهاد بلا دراسة ولا خريجين ولا أكاديميين، الفن يحتاج الى دراسة تاريخ الفن، وفي البدايات يلزم معاهد وهذا غير موجود بخلاف الكويت التي تتميز بذلك من خلال وجود معهد متخصص وخبراء يدعمون ويصقلون المواهب، وبشكل عام كل ما قدم حتى الآن اجتهادات ممزوجة بالموهبة والحماس. لديك رسالة خاصة لمن توجهها؟ رسالتي أوجهها للمسئولين في التلفزيون السعودي وأطلب منهم عملا دراميا جديدا وكل ممثل في مكانه الصحيح، فالإمكانات الفنية والمادية متوافرة، لكن نحتاج الى دعم صناع القرار في هذا الجانب.