يملك الأستاذ عبدالرحمن الهزاع المشرف العام على التلفزيون خبرة إعلامية كبيرة مصدرها عمله الطويل في وزارة الإعلام وفي التلفزيون. هذه الخبرة جيّرها لصالح الأجهزة التي عمل فيها فبعد أن نظّم ووضع العديد من القوانين التي نظمت حماية الحقوق الفكرية وساهمت في الحد من القرصنة الفكرية وكذلك القوانين الأخيرة المنظمة للمواقع والصحف الإلكترونية والتي سيكون معها الحلول الأخيرة للتجاوزات الكبيرة التي أحدثتها تلك المواقع. بعد كل تلك الإنجازات نراه الآن وهو يلتفت إلى عملية تنظيم الإنتاج الدرامي الخاص بالتلفزيون السعودي, حيث وضع شروطاً لعمل الشركات الإنتاجية المحلية من شأنها أن تعيد صياغة الكثير من النظم المعمول بها سابقاً والتي كانت قد ساهمت في تدهور الأعمال الدرامية المحلية من خلال إعطاء التعاميد لشركات إنتاجية لا تحمل من الإمكانيات سوى إشادة أحد أصدقاء المخرج أو الممثل صاحب الشركة. العام الماضي وإن كانت الإشادة بخطوة التلفزيون بالتعميد مبكراً لموسم رمضان إلا أن المُحصلة لم تكن سوى مزيد من العك والإسفاف لأغلب الأعمال المعروضة والتي لم تكن بمستوى المبالغ التي صرفت عليها, حيث تجاوز مبلغ التعميد لبعض الأعمال حاجز الثمانية ملايين ريال, رغم أنها -ومما رأيناه على الشاشة- لا تستحق أن يدفع فيها ولا ربع مبلغ التعميد, فلا فكرة ولا جهد, بل إن الطاقم الذي عمل في تلك الأعمال معظمهم لم يصنف فنياً إذا استثنينا مسلسل "الصراع" لوجود مجموعة من النجوم الخليجيين البارزين أمثال عبدالرحمن العقل وإبراهيم الحربي. أما الممثلون في الأعمال المحلية الأخرى فهم أصدقاء المنتج في الاستراحة أو أقاربه وبالتأكيد المنتج لا يلام لأنه حصل على التعميد بلا شروط فنية وليس عليه سوى تقديم مسلسل مدته كذا ولا يهم بأي جودة سيخرج. إن الشروط الأخيرة التي سنّها التلفزيون على المنتجين من ضرورة تحديد الأمور الفنية والعاملين في المسلسل مسبقاً ليتم من خلاله تقييم القيمة المادية الفعلية للمسلسل, وهذا أمر متبع في جميع القنوات التلفزيونية تقريباً وهو إجراء احترافي يحافظ على جودة الإنتاج كما يحفظ المال العام من الهدر ومن صرفه في أعمال سيئة. إن المبالغ التي دفعها التلفزيون السعودي العام الماضي لمسلسلٍ واحد كفيلة بإنتاج أهم الأعمال العربية الضخمة وبأبطال متميزين ومخرج متمكن وذي اسم كبير خصوصاً إذا ما حسب فرق العملة. الأهم أن لا يتراجع التلفزيون عن تلك القرارات أمام التكتل الأخير لجمعية المنتجيين السعوديين والذين فجأة أصبح أعضاؤها "حبايب" و"صفت نفوسهم تجاه بعضهم" وأنا أفسر هذه التغيرات بأنها محاولة من بعضهم للالتفاف على القرارات المنظمة للعملية الإنتاجية. شكراً أبا ياسر فقد أعطيت الكثير من النظامية والاحترافية على الكثير من الممارسات الإنتاجية التي كانت مجرد اجتهاد..