لا أحد يستطيع إنكار قدرة المرأة الشاعرة على إثبات ذاتها وبكل جدارة على الساحة الشعرية، وقد سمعنا عن شاعرات وصلن إلى قمة المجد في قصائدهن التي تضاهي قصائد الرجال، لكن للأسف ان هذا الظهور لا يستمر طويلًا، فما ان نستبشر بظهور شاعرة مبدعة حتى نتفاجأ بإختفائها سريعًا. التساؤل الذي أطرحه هنا هو: هل أصبحت موهبة المرأة جريمة تعاقب عليها أم ماذا؟ في الجاهلية كانوا يوئدون البنات لأوهام ومخاوف شيطانية وفي زماننا هذا اصبحوا يوئدون الموهبة قبل خروجها للنور رغم اننا في عصر التطور والعولمة إلا ان الشاعرات ما زلن رهينات العادات والتقاليد! نظرة المجتمع القاسية التي كانت وما زالت تطارد الشاعرات دون رحمة رغم أن المرأة الآن أصبحت لها مجالات كثيرة حالها حال الرجل.. والدليل أنها وصلت الى مجلس الشورى. لا أقول للشاعرات اخرجن عن عاداتكن وحاربن تقاليدكن، ولكن دافعن عن موهبتكن وحافظن عليها وعلى ظهورها، ولكن بحدود الأدب وعدم الخروج عن الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها، حيث عليهن أن يحاولن قدر الإمكان أن يقنعن المجتمع بأن الشعر موهبة من الله وأن بإمكانهن التعبير عن مشاعرهن بكل احتشام. ألا يكفي ان أغلبهن يكتبن بأسماء مستعارة وكأن ما فعلن جريمة يجب التستر عليها !! أمر يجعلنا في حيرة من أمرنا، فهن لا يمتلكن إلا الصبر، فقد تنتهي في يوم هذه النظرة والمعاناة؟؟ ولكن متى .. لا ندري الله اعلم. حتى عندما رأينا مشاركة المرأة الشاعرة في برنامج (شاعر المليون)، أصبح لدينا أمل من جديد بأن هذا البرنامج ستكون له بصمة واضحة في وصول الشاعرات الى مكانة متقدّمة قد تكون نافذة أمل يُطل من خلالها الشاعرات وتشجّع على إثبات وجودهن وقدرتهن الشعرية وتفاءلنا بذلك خيرًا، لكن للأسف النتيجة أصبحت واحدة، فما أن ينتهي البرنامج حتى يعود اختفاؤهن من جديد. نعم الآن أصبحت مشاركات العنصر النسائي تعدّ على اصابع اليد الواحدة، وأحد الأسباب الرئيسية في ذلك هو نظرة المجتمع القاسية التي كانت ما زالت تطارد الشاعرات دون رحمة رغم أن المرأة الآن أصبحت لها مجالات كثيرة حالها حال الرجل، والدليل انها وصلت الى مجلس الشورى.. فهل هذا الوصول يكون فاتحة خير لها؟! نتمنى ذلك ..