محمية الإمام تركي تعلن مشاركتها في منتدى مبادرة السعودية الخضراء ضمن مؤتمر كوب 16    المملكة تواصل توزيع المساعدات الإيوائية على النازحين في غزة    أمريكا "قلقة" من الوضع في كوريا الجنوبية وتأمل من سيول احترام "سيادة القانون"    تعليم جازان تحتفي بيوم ذوي الإعاقة    رئيس وزراء منغوليا يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يكرم شركة المراعي في الحملة الوطنية للتدريب «وعد»    محافظ جدة يكرِّم 21 طالباً وطالبة من الفائزين بجائزة «صناعيو المستقبل»    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأمير فهد بن عبدالله بن عبدالمحسن    مدرب ليفربول: لن نتعجل عودة أليسون من الإصابة    فرع الإفتاء بمنطقة جازان يطلق مبادرة اللحمة الوطنية"    إطلاق خدمة الامتثال بالتأمين الصحي للمنشآت في المملكة    تقنية نجران للبنات بنجران تنظم معرض فنون تقنية " تاريخ وأصاله"    التحالف ينفي تصريحات ومزاعم القيادي الحوثي حول جثمان شقيقه    مدير تعليم الطائف التطوع قيمة إسلامية ومطلب مجتمعي    الشورى يقر دراسة إعادة جدولة القروض العقارية للمتقاعد وفقاً لراتبه    إسرائيل تحذر: لن نميّز بين لبنان وحزب الله حال انهيار الهدنة    نائب أمير مكة يشهد توقيع مذكرة تعاون بين الإمارة وجامعة الطائف    جمعية أصدقاء البيئة تشارك في مؤتمر الأطراف COP16 بالرياض    قطاع ومستشفى تنومة يُفعّل"اليوم العالمي للسكري"    تشكيل الهلال المتوقع ضد الغرافة    المملكة نموذج عالمي للإصلاحات.. اتفاقية استراتيجية مع البنك الدولي لإنشاء مركز عالمي للمعرفة    وزير الدولة للشؤون الخارجية يلتقي وزيرة المناخ البريطانية    الإتحاد يعلن تطورات إصابات هوساوي وبيرجوين    «التجارة»: السجن والتشهير بمواطن ومقيم ارتكبا جريمة التستر في المقاولات    الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تعلن زراعة 500 ألف شجرة وشجيرة    مجمع إرادة بالرياض: المضادات الحيوية لها تأثيرات نفسية تصل إلى الذهان    المياه الوطنية: إغلاق جزئي لشارع 18 بحيّي القزاز والعدامة لتنفيذ مشروع تحسين جودة مياه الشرب بالدمام    مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يستقبل طلاب البحرين    الصندوق العقاري يمنح مستفيدي الإقراض المباشر قبل عام 2017 خصمًا يصل %24 في حالة السداد المبكر    مذكرة تفاهم بين هيئة الصحفيين بمكة وجامعة جدة وكلية جدة العالمية للتدريب والتطوير    أكثر من 60 مفكرًا يشاركون في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة الخميس المقبل    سفير قطر بالمملكة: التأييد الدولي التاريخي لملف استضافة المملكة لمونديال 2034 يؤكد مكانتها المرموقة    هلال جمادى الآخرة يُزين سماء الوطن العربي اليوم    الكلية التقنية تكرم فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف بجازان    أمير القصيم يتفقد محافظة النبهانية ويناقش احتياجاتها مع الأهالي والمسؤولين    أمير القصيم يكرم عددًا من رجال الأمن المتميزين في شرطة محافظة النبهانية    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. نائب أمير مكة المكرمة يرعى الملتقى العلمي لأبحاث الحج والعمرة    يجمع بين رواد الحِرف اليدوية من مختلف الدول.. «بنان».. تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب    مبادرات إنسانية    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 27 إلى لبنان    «إكس» تميز الحسابات الساخرة بملصق خاص    أهمية الداش كام وكاميرات المراقبة المنزلية    تطبيقات توصيل الركاب ما تزال غير آمنة    وزير الدفاع يستعرض مع منسق الأمن القومي السنغافوري التعاون المشترك    روسيا: الدولار يفقد جاذبيته عملةً احتياطيةً    تعليم سراة عبيدة يحتفي باليوم العالمي للطفل    البشر القدماء يمتلكون رؤوسا كبيرة    ولي العهد والرئيس الفرنسي يشهدان مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي بين حكومتي المملكة وفرنسا    تامر يكشف سراً مع أليسا عمره 12 عاماً    أطباء في جدة يناقشون أسباب إصابة 17.9 % من البالغين بالسكر    لا تنحرج: تجاهلُها قد توصلك للموت    5 أغذية تصيبك بالكسل    محمد بن عبدالرحمن يلتقي مسؤولي "مكنون"    أدب القطار    بيولي يُبرر خسارة النصر أمام السد    وزير الدفاع يبحث مع الوزير المنسق للأمن القومي السنغافوري الأوضاع الإقليمية والدولية    رحم الله الشيخ دخيل الله    الشؤون الإسلامية تواصل تنفذ جولاتها الرقابية على الجوامع والمساجد بأبي عريش وفيفا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إرشادات صحية لئلا يشيخ الدماغ باكراً
نشر في الحياة يوم 03 - 03 - 2011

يهتم الناس، خصوصاً النساء، بالتجاعيد والشَّيْب وجمال البشرة وترهُّل الجلد والقدّ الميّاس، وينفقون أموالاً طائلة لشراء الكريمات والمساحيق الخاصة لمسح ما تركه الزمن على الوجه، وهناك من يلتمس الجراحات التجميلية لإخفاء ما أفسده الدهر وإعادة عقارب الزمن إلى الوراء. أجل، الناس يهتمون بشيخوخة الجلد وشيخوخة القلب وشيخوخة العينين وشيخوخة الشعر، ولكن من النادر جداً أن تكون شيخوخة الدماغ مَحَطَّ اهتمامهم، مع أن الدماغ هو الذي يقرر كيف نفكر، وكيف نتأمل، وكيف نشعر، وكيف نتواصل مع الآخرين، وكيف نكون وقحين أو مهذبين... إلخ. في المختصر، الدماغ هو الآمر والناهي في الجسم.
صحيح أن الشيخوخة وأسبابها ما زالت معضلة يحاول العلماء فكَّ طلاسمها، إلا أنه يمكن القول إنها نتيجة تراكم ظواهر عدة تحصل تحت وطأة عوامل داخلية وخارجية تترك تداعيات على كل خلايا الجسم، بما فيها الخلايا الدماغية، التي تفشل في مواجهة التحديات البيئية الجديدة.
إن خلايا المخ لا تتجدد، تماماً كما الحال مع الخلايا العضلية والكلوية، وكلما كبر الشخص زاد عدد الخلايا الميتة وقل عدد الخلايا الحية، ما يفتح الباب أمام تدهور القدرات العقلية كلما توغل الشخص في خريف العمر.
لا شك في أن هناك أموراً سيئة تساهم في شكل أو آخر في تدهور حال الخلايا الدماغية، وبالتالي تعجِّل من زحف الشيخوخة إليها. في المقابل، هناك أمور حسنة تلعب دوراً لا يمكن إغفاله في عملية إبطائها.
أما أبرز العوامل السيئة التي تعجل في شيخوخة الدماغ، فهي:
- التدخين، الذي لا تقتصر أضراره على الجهاز التنفسي والدوراني، بل تتسبب في تقليل تدفق الأوكسيجين إلى كافة أنحاء الجسم، بما فيها المخ، ما يترك تداعيات سلبية على فعاليات الدماغ.
- التخمة، فالإكثار من الأكل يعرض الشرايين للتصلب ولإطلاق المزيد من الشوارد الحارة والضارة، التي تسرِّع عملية الشيخوخة عموماً وشيخوخة الدماغ خصوصاً.
- وجبة الفطور، إن العزوف عن تناول وجبة الفطور يحرم الخلايا الدماغية من غذاء الطاقة الرئيسي لها، وهو السكر، ما يعرضها إلى الانحلال، وربما التلف.
- التلوث، المعروف أن الدماغ هو أكثر مستهلك للأوكسيجين في الجسم، ومن هنا، فإن استنشاق الهواء الملوث يحرم خلايا المخ من نسبة لا بأس بها من هذا الغاز، ما يسبب تغيرات طارئة في طريقة عمل المخ، فتقل كفاءته وتبدأ عوارض شيخوخته.
- قلة النوم، وهي لا تسبب التعب والإرهاق والنزق والقلق وتعكُّر المزاج وحسب، بل تجعل المخ مشلولاً وغير قادر على التذكر والتركيز ومعالجة المعلومات.
- نقص الأفكار المحفِّزة، وهي تجعل خلايا الدماغ كسولة، مستسلمة، غير مطيعة، وغير قادرة على التواصل في ما بينها.
- عدم التحدث مع الآخرين، وهو يؤثر سلباً على الأداء العقلي وسرعة العمليات الدماغية، وخصوصاً الأداء المرتبط بالذكاء والذاكرة.
- الجذور الحرة، وهي بمثابة «قذائف» همها الأول ضرب وصلات الخلايا العصبية الدماغية، الأمر الذي يساهم في التعجيل بشيخوخة الدماغ.
- الضغوط النفسية المستمرة، التي تُنْهِك المخَّ عبر تأثيرها المدمر على شبكة الاتصالات العصبية المهمة.
أما بالنسبة الى الأمور الحسنة التي تؤجل شيخوخة الدماغ، فهي:
1- تحفيز الدماغ في صورة منتظمة، فقد كشف باحثون من جامعة هارفارد الأميركية بالتصوير المقطعي للدماغ، أن الأشخاص الذين لا يلتزمون بنشاط عقلي طوال حياتهم يعانون من تقلص في جزء رئيسي في مخهم في سن الشيخوخة بمعدل مرتين أكثر من غيرهم.
وفي هذا السياق تمكَّن علماء أعصاب أميركيون من تقديم أول دليل بصري يفيد بأن التعلم والنشاط الذهني يعزز من القدرات الدماغية ويمنح الدماغ عمراً أطول ويؤجل شيخوخة الدماغ. وقد استخدم العلماء تقنية بصرية صُمِّمت بعد دراسات للذاكرة، وقد نتج عن هذه الدراسات أن أشكال التعلم اليومي تنشِّط بشكل فعَّال مستقبلات الخلايا العصبية، ما يمكِّنها من أن تقوم بوظائفها على أفضل وجه. وتتم عملية التنشيط باستخدام بروتين مشتق من الخلايا الدماغية يساعد في نمو نقاط التشابك العصبية المسؤولة عن الاتصالات بين الخلايا العصبية وتمايزها، وبذلك يلعب هذا البروتين دوراً جوهرياً في تكوين الذكريات، ومن يدري فربما يساعد هذا الاكتشاف في وضع حجر الأساس لعقاقير مفيدة على صعيد الذاكرة.
ويتم تحفيز المخ بالقيام بأنشطة مختلفة شبه يومية من أجل الحفاظ على لياقته. إن كل أنواع الأنشطة الفكرية مفيدة، ولكن كلما تنوعت هذه كانت النتائج أفضل، ومن هذه الأنشطة نذكر:
القراءة. عندما نقرأ كثيراً وفي وتيرة مستمرة، ونهتم بما يجري من حولنا، فإننا نوسِّع شبكة الاتصالات بين مختلف خلايا المخ، وهذا ما يُحصِّنها من التعرض للتلف. وطبعاً يجب ألا نقرأ الكتب نفسها دوماً، إذ لا بد من التنويع.
حل الألغاز والكلمات المتقاطعة والمعادلات الرياضية، وهي من الوسائل المهمة التي تساعد على تنشيط المخ من خلال تحريض الخلايا الدماغية على العمل والبحث والتفكير.
الألعاب الإلكترونية. في دراسة طبقت على 40 شخصاً تراوح أعمارهم من 60 إلى 70 عاماً، الذين تعلموا كيفية اللعب بألعاب الفيديو المتطورة والإستراتيجية، بينت النتائج أن هذه الألعاب تبقي الشخص في حال انتباه دائم، ما يعزز نشاط الخلايا المخية، خصوصاً تلك المسؤولة عن الإدراك والذاكرة. إن ألعاب الفيديو تطور المنطق، وتزيد السرعة العقلية والقدرة على الإبداع، وتحسِّن الذاكرة.
تعلُّم الموسيقى وتعلم لغة جديدة، يساعدان على تنبيه القدرات العقلية، ويساهمان في التخفيف من خطر داء الخَرَف.
التحدث مع الآخرين ودّيّاً. بيَّنت إحدى الدراسات التي أجراها باحثون من جامعة ميتشيغان الأميركية، أن النقاشات الودية مع الآخرين تعزز قدرة المخ، وذلك على عكس النقاشات التي يطغى عليها طابع اللهجة التنافسية.
2- الحركة ثم الحركة ثم الحركة، فممارسة النشاط البدني باستمرار قد تمنع إصابة المخ بالشيخوخة من طريق منع التغيرات الضارة التي تحدث فيه، وبالتالي تُجنِّب الانحدار المعرفي لدى المتقدمين في العمر.
إن الرياضة تقي الدماغ من الشيخوخة، لأنها تحرض على إفراز مركبات مغذية جداً ضرورية للنشاط العقلي، إضافة الى انها تحسِّن الدورة الدموية التي تحمل معها العناصر الأساسية اللازمة للخلايا الدماغية كي تقوم بعملها على أحسن ما يرام.
وعلى صعيد الدورة الدموية، كشفت المسوحات التي أجراها باحثون أميركيون من جامعة «نورث كارولينا تشابيل هيل» على مجموعة من المسنين الذين لا يمارسون الرياضة البدنية، بأن الدم لا يتدفق في أدمغتهم بشكل طبيعي بالمقارنة مع نظرائهم الناشطين.
إن الأنشطة البدنية المتزامنة مع سماع موسيقى مألوفة تمثل أقصى درجات التحفيز للدماغ، وفي هذا النطاق أوضح العالمان ستيفان براون، الخبير في أبحاث الدماغ والأعصاب من جامعة سيمون فرازر الكندية، وزميله مارك مارتينيز من جامعة تكساس الأميركية، أن الحركة في شكل عام، تنشِّط منطقة معينة في دهاليز المخ اسمها بريكونيوس، وإذا ما اقترنت الحركة مع سماع الموسيقى المألوفة للشخص، فإن نشاط هذه المنطقة يزداد.
بقي أن نعرف أن الروتين هو عدو الدماغ، لأنه بكل بساطة يقتل الإبداع والتفكير المنطقي اللذين يزيدان شيخوخة الدماغ.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.