في أحد أحياء محافظة الأحساء الفقيرة، تسكن أم فوزي وأطفالها ال «11» في منزل صغير، أشبه ب «عشة»، مكونة من ألواح الصفيح، وعيدان الخشب، والأقمشة البالية التي وضعتها المرأة لستر بها على فتياتها من أعين المتطفلين والمتربصين بهن. أم فوزي وأفرادها ال «11» في منزلهم ( تصوير : عبد العزيز الخميس ) وفي الوقت الذي تشكو فيه أم فوزي من هذا المنزل المتواضع، فهي تشكو أيضاً من الفقر، الذي منعها من تأمين الحليب اللازم لرضيعتها، مناشدة جمعية البر في المنطقة الشرقية، أن تقف بجانبها، لحماية أبنائها من أمراض الغيرة التي أصابتهم، عندما يقارنون بين حالهم، وحال أقرانهم. وذكرت أم فوزي «منزلي تحيط به كل أنواع الحزن والألم والكآبة، وهو بيت متهالك أشبه بالسكراب، تحاط به الصفائح الحديدية، التي وضعتها للستر على فتياتي اللائي تجاوزن سن البلوغ، وليس للأسرة سوى هذا البيت المتهالك»، مضيفة «ليس لي أي مدخول مادي من جمعيات الخير، على الرغم أن زوجي عاطل عن العمل, ونسكن في هذا البيت المتواضع جداً»، مشيرة إلى أن «بناتي يعشن في عالم من الرعب والخوف من المستقبل، خاصة أنهم من المفترض أن ينتظرن أولاد الحلال يتقدمون لهن، ومن المستحيل أن يتقد أحد لنا في هذا البيت». وتتابع «لدي من الأبناء 11 طفلاً، أصيبوا جميعاً بمرض الغيرة، من الأطفال الذين ينعمون بالكثير من مباهج الحياة، فيما هم لا ينعمون بأي من هذه النعم»، ملتمسة العذر لهم «كونهم صغارا، ولا يدركون أن الله قسم كل شيء حسب تقديره». وقالت : إن «الفقر وصل بأسرتي مبلغه، فكلم أن تتصوروا أن طفلتي الصغيرة، لا تشرب الحليب، نتيجة عدم توافر المال، وأخشى أن تموت نتيجة الفقر وضعف الغذاء», مؤكدة أن «الطعام في المنزل غير متوافر بالمرة، وأبنائي يتألمون من الجوع في أيام كثيرة»، موضحة أن «أطفالي اعتادوا أن يلعبوا داخل محيط البيت، لا يتجاوزونه إلى الشارع، حتى لا يختلطوا ببقية أطفال الحي، الذين ينعمون بالكثير من المميزات، فيصابون أكثر بالغيرة، ويقارنون بينهم وبين أقرانهم». وتمنت أم فوزي أن «تنعم مع أبنائها بالعيش في منزل، يصون كرامة الأسرة، ويحفظ لها فتياتها وأطفالها الذين ليس لهم ذنب للعيش في هذه المعيشة المؤلمة، وتناشد جمعية البر في المنطقة الشرقية، والميسورين أن يقفوا بجانبها، ومساعدتها على توفير لقمة العيش للأفواه المفتوحة».