بعد الزلزال الذي ضرب منطقة جنوبإيران حيث يوجد أخطر مفاعل نووي في الشرق الأوسط والعالم، يتعين على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن تأخذ الأمر على محمل الجد. وأن تشكل لجان عمل على أعلى المستويات للبحث في الطرق الممكنة لمواجهة هذه العدوانية الإيرانيةالجديدة الصريحة. وإذا كانت إيران لا تأبه لمصير مواطنيها في جنوبإيران، فإن على الدول الخليجية التحرك بجد وبالتزام، لمنع إيران من تشغيل هذا المفاعل، أو على الأقل نقله إلى مكان آخر في إيران، بعيداً عن الخليج العربي وأقل عرضة للنشاطات الزلزالية. ويتعين على دول الخليج العمل من الآن، لأن المفاعل هو بحد ذاته مشروع عدوان على الخليج إن تمكن الإيرانيون من إنتاج أسلحة نووية. ولا يدور بذهن أي عاقل أن إيران تستميت من أجل إنتاج الأسلحة النووية وتتحمل كل هذه الأعباء والعقوبات، من أجل أن تصبح نداً للولايات المتحدة أو لإسرائيل. لأن أي سلاح إيراني نووي سوف يكون بدائياً مقارنة بالتكنولوجيا الأمريكية والإسرائيلية ولن يكون مخيفاً ولا مهدداً إلا لدول الخليج العربي والبلدان العربية. ويبدو أن هذا هو هدف إيران النهائي من الاستماتة في سبيل إنتاج سلاح نووي. خاصة أنه على الرغم من الشعارات الإيرانية الطنانة الزاعمة عداء إسرائيل وأمريكا، لم تقدم طهران على أي أعمال مضرة بإسرائيل، حتى وإن ساندت حزب الله في مواجهاته مع إسرائيل فإن طهران قد قدمت خدمات جليلة وعظمى لإسرائيل لا تنقص من أهميتها أي خسائر إسرائيلية متواضعة في المواجهات مع حزب الله. وطبعاً .. لن تأبه إيران بأي دعوات فلسفية أو ودية أخوية تطلقها دول الخليج أو تفكر باحترام أدبيات الجيرة، لأن طهران سمعت الكثير من هذه النداءات في السابق ولا يزيدها ذلك إلا عدواناً وصلفاً وإمعاناً في حبك المزيد من المؤامرات ضد البلدان الخليجية. الذي يجعل إيران تقتنع أن مساعي دول الخليج جدية لوقف برامجها، هو العمل الفعلي، بوضع آليات خليجية ملزمة وقوانين محكمة لمحاصرة إيران اقتصادياً ومحاولة سد المنافذ التي ينفتح عليها الاقتصاد الإيراني في البلدان الخليجية والعربية أو تعمل فيها أذرعة إيرانية بعناوين عربية أو أي تمويلات للسوق الإيراني تستخدم أساليب عديدة. وسبق أن اكتشفت شخصيات خليجية ورجال أعمال تستخدمهم إيران غطاء لاستثماراتها في الخليج وتجني من ورائهم ثروات ضخمة. وأية آلية خليجية محكمة وجدية لمحاصرة إيران اقتصادياً سوف تجعل بناء المفاعلات الإيرانية والإصرار على تشغيلها مكلفاً للنظام الإيراني. عندها قد يعيد النظام التفكير في بناء المفاعلات. وسوف تكون آليات الردع الاقتصادي ناجعة ومثمرة وموجعة للنظام الإيراني أكثر من الحديث عن خطر المفاعلات على مواطني الخليج أو على المواطنين الإيرانيين في الجنوبالإيراني.