في بداية حرب عام 1973م بين العرب وإسرائيل كان وضع إسرائيل من الناحية العسكرية محرج. وقد قامت رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير بإبلاغ الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بأنها ستقوم بعملية نووية محدودة إذا لم يتغير الوضع على أرض المعركة. ومع أن إسرائيل هددت فقط باستخدام السلاح النووي. إلا أن العالم قد أصبح في مهب الريح. ولذلك قامت أمريكا بعملية مبادلة معلومات مقابل سحب إسرائيل التهديد. وذلك بإمداد إسرائيل بصور التقطتها طائرات تجسس من نوع (SR-71) لثغرة بين الجيش الثاني والثالث المصري. وتمكنت إسرائيل بسببها من محاصرة الجيش الثالث فيما سميت عملية ثغرة الدفرسوار. فاللعبة النووية خطيرة. والآن ومن خلال الأخبار المتناقلة بين إيران وإسرائيل حيال احتمال ضرب المنشآت النووية الإيرانية. فإن هذا إن حدث فستكون عواقبه على المنطقة غير معروفة العواقب. فالكل يعلم أن المفاعل الإيراني ليس آمن إطلاقا بسبب بنيته التحتية. وكذلك وجود شوائب في داخله. وقصة الشوائب قصة طويلة. بالإضافة أن عوامل السلامة مفقودة بسبب التكنولوجيا الإيرانية التي لم تصل إلى مرحلة النضج. والمشكلة الكبرى أن المفاعل يقع على بعد إن إيران في حالة يستوجب عليها عدم المخاطرة بمواجهة العالم واستعراض العضلات. فقصف مفاعل نووي به كميات كبيرة من المواد المشعة ليس بالأمر الهزلي. 200 كيلو متر من دول الخليج العربي. ومعظم الرياح في موقع المفاعل هي رياح شمالية غربية. أي أن تسريب مواد مشعة بسبب حادث نووي أو ضربة عسكرية فإن الرياح الملوثة ستكون مضرة للساحل الغربي للخليج. ومع ذلك ليس من صالح إيران الوقوف أمام العالم. فالكل يعلم بأن إيران قامت بتوزيع أنشطتها النووية في أكثر من مكان بعضها سيتسبب بمشاكل لإيران غير معروفة العواقب. وستصبح إيران أكثر عزلة. ولو تم ضرب المشاريع النووية الإيرانية فإن أمل إيران في تحسين إنتاج الطاقة الكهربائية والذي تواجه إيران بسببه مشاكل داخلية. وكذلك فإن الخزينة الإيرانية لن تستطيع سداد فاتورة الخسائر بسبب ارتفاع كلفة إصلاح المفاعلات النووية. والآن يجب على إيران أن تراجع سياستها مع دول الجوار. وتكون صريحة بما يحدث من نسبة التخصيب وأسباب وصوله لدرجة إمكانية استعماله كسلاح نووي. إن إيران في حالة يستوجب عليها عدم المخاطرة بمواجهة العالم واستعراض العضلات. فقصف مفاعل نووي به كميات كبيرة من المواد المشعة ليس بالأمر الهزلي. وسيدفع المواطن الإيراني ثمن المغامرة. والتصريحات الروسية لن تنفع إيران. فالحرب النووية لعبة مختلفة العواقب. [email protected]