هناك القلة القليلة من الناس تؤمن بأنه لا مكان للدين عندما نتكلم عن ظواهر طبيعية كالزلازل أو عندما نتكلم عن أمور علمية كالطاقة النووية وكل الامور في نظرهم تخضع للطبيعة وللعقل وهذا ليس صحيحًا لأننا كمسلمين لدينا ما يجعلنا متقدّمين على مراكز استشراف المستقبل الغربية فلقد أخبرنا الذي لا ينطق عن الهوى بأمور مستقبلية كثيرة وما هو كائن وما سيكون الى قيام الساعة بأحاديث صحيحة ومتواترة. طبعًا هذا لا يعني ان نتواكل ونستغني عن المراكز العلمية والاستشرافية بل لدينا ميزة الجمع بين الاستشراف المبني على البحوث العلمية، وعما أخبرنا به رسول الهدى «صلى الله عليه وعلى آله وسلم». جاء عن أبي موسى الاشعري «رضي الله عنه» ان رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قال: «أمتي أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة جعل الله عذابها في الدنيا القتل والزلزال والفتن»، وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل». من هذه الاحاديث الشريفة ومن الدراسات العلمية نجد ان بلاد المسلمين غير مستثناة من ان اختيار الايرانيين موقع المفاعل لم يكن موفقًا وان شعوب دول الخليج العربي تعارض وجوده سواء كان للأغراض السلمية او لغير السلمية وندعو إيران لأن تتخلى عنه او تنقله بعيدًا عنا وتبحث عن حلول أخرى لتوفير الطاقة اذا كانت حقًا تدّعي أنها دولة شقيقة ويهمها جيرانها. الزلازل بل هناك زلازل عظيمة ضربت بلاد المسلمين في الماضي وستضربها مستقبلًا وهناك دراسات علمية حددت المناطق الأكثر عرضة للزلازل من غيرها ومنها دولة إيران التي وصل امتداد بعض هزاتها الارضية السابقة الى بعض دول الخليج وأثارت الذعر والهلع فيها. اليابان من الدول المتقدمة جدًا في مقاومة الزلازل، فكثرة الهزات الارضية جعلتها تملك قاعدة معلومات وأبحاثًا علمية مفيدة عن بناء المباني المقاومة للزلازل حتى ان ناطحات السحاب تتمايل ولا تتهدم، فما ظنكم عندما يبنون مفاعلاتهم النووية؟؟ ألا ترون انهم سيأخدون الاحتياطات اللازمة أضعافًا مضاعفة عند بناء هذه المفاعلات لاسيما انهم يستطيعون استيراد ما سينقصهم من أي مكان في العالم ومع كل هذه الاحتياطات لم يصمد مفاعلهم النووي امام زلزال 11 مارس 2011م، وتسبب في كارثة بيئية وانسانية لم ولن يتبيّن أثرها الا بعد فترة من الزمن. المفاعل الإيراني في أبوشهر بُني في منطقة يقول الجيوليجيون انها عرضة للزلازل، ثانيًا: لم يُبنَ مفاعل أبوشهر كما بنى اليابانيون مفاعلاتهم من حيث مقاومة الزلازل، فلقد بني على عجل خوفًا من مفتشي المنظمة الدولية للطاقة النووية مثل الذي يبني عمارة غير نظامية ليلًا خوفًا من مفتشي البلدية فهو يبني على عجل ولا يؤخذ في اعتباره الكثير من الامور واحتياطات السلامة فكل همه هو انجاز البناء بسرعة وسرية، ثالثًا: إيران تحت الحظر الدولي فلا تستطيع ان تستورد المعدات والاجهزة المتطورة لاسيما اذا كان الاستيراد لزوم المفاعل النووي، لذا فلن تستطيع تأمين المفاعل وجعله مقاومًا للزلزال كما فعل اليابانيون، رابعًا: ايران دولة ليست من الدول المتقدمة تقنيًا ومبتدئة وليس لديها خبره نووية طويلة تمكّنها من التعامل مع حوادث التسرب الإشعاعي النووي. ماذا سيحدث اذا ضرب زلزال مدمّر مفاعل ابوشهر؟ هل ستنحسر الاضرار في منطقة محددة ام ستتأثر جميع دول الخليج العربي؟؟ انني لا استطيع تخيّل المنظر الكارثي الذي سيحل بدول المنطقة. ان اختيار الايرانيين موقع المفاعل لم يكن موفقًا وان شعوب دول الخليج العربي تعارض وجوده سواء كان للأغراض السلمية او لغير السلمية وندعو إيران لأن تتخلى عنه او تنقله بعيدًا عنا وتبحث عن حلول أخرى لتوفير الطاقة اذا كانت حقًا تدّعي أنها دولة شقيقة ويهمها جيرانها. ونحن اذ نقول هذا لإيران فنحن نقوله أولًا للدولة الصهيونية ونرى ان ما سيحدث للمفاعل في أبوشهر عند تعرضه لزلزال سيحدث ايضًا في مفاعل ديمونة النووي وسيطال التسرب الإشعاعي العديد من الدول العربية. اتمنى من الاصوات التي كانت تدعو الى انشاء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة في دول الخليج العربي قد استوعبت الدرس الذي حصل في فوكوشيما وكفت عن المناداة بذلك. نريد الشعوب قبل الحكومات ان تستوعب أخطار بناء المفاعلات النووية وألا نستمع لمن يخدعنا ويقول انها مصدر آمن لتوليد الطاقة. نريد لشرق اوسطنا ان يكون خاليًا من المفاعلات النووية لأي غرض كان لنعيش ولتعيش الاجيال القادمة في امن وسلام. ما قرأتموه يا سادة يا كرام هو ما كتبته في هذه الصحيفة قبل سنتين في 14 ابريل 2011، فأين صدق مَن صرّح بأننا بمنأى عن الزلازل!! هل استشعرنا الخطر الآن ؟؟ لقد نزل الناس - خصوصًا الساكنين او الذين يعملون في الطوابق العليا - الى الشوارع عندما خافوا، فالخطر الآن على باب بيوتنا فما نحن فاعلون؟؟ إذا كنا نبعد 290 كيلو مترًا من مركز الزلزال ولسنا نخاف من الزلزال، ألا يجدر بنا ان نخاف من انفجار مفاعل ابوشهر النووي الذي يقع في مركز الزلزال والذي سيسبب كارثة لدينا فيما لو انفجر وتسرب الإشعاع. على المملكة وعلى جميع دول الجوار التحرك سريعًا وإقناع دولة إيران الإسلامية بالتخلي عن مفاعل ابوشهر لخطره على إيران وعلى دول المنطقة ومساعدتها في إيجاد بدائل للطاقة او مساعدتها في نقل المفاعل النووي إلى مناطق هادئة جيولوجيًا مثل منطقة شمال شرق إيران لتجنيب منطقة الخليج العربي ما لا تحمد عقباه. تويتر - @IssamAlkhursany