الجنادرية.. أن تدرك عمق ماضيك وتفخر بامتداده لحاضرك في استعراض مبهر وانجازات مشهودة, الجنادرية هي سجل حياتك مكتوب بعرق الصمود وعثرات الحظ وتجاوزات الألم حتى الوصول الى القمة.. الجنادرية هي أن تمتطي حلمك وتجوب به البحر حتى تصل الى جزيرة الأمان في عرض جمعي تعاوني مشترك لكل الأطياف والتوجهات فهي الصدر الذي يتنفس فيه عشاق التراث والأدباء والشعراء والمثقفون بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم واهتماماتهم برئة واحدة يتنفسون الخبرة والتجربة ويتبادلون الآراء فهي وطن الإبداع ومحررة الفكر من قيود العجز ومستنفرة للهمم في دائرة لا تقبل الا أن تحتوي الجميع بدون تصنيف. أستغرب أن لا يحتفي البعض بالجنادرية ولم يزرها حتى الآن والبعض لم يحاول حتى الاطلاع او متابعة الأخبار والفعاليات والبرنامج الثقافي وكأنه حدث لا يعنيه الجنادرية ليس حدثا سنويا نتباهى به فقط كمهرجان دولي عالمي برعاية ملكية بل هي تلك الحقبة من الزمن التي حظيت بأيد مباركة تنقلها عبر شريان الحياة تبثها دراية واصالة على مدى العصور. إن المتتبع لمسيرة الجنادرية يدرك تماما حجم الجهود المبذولة والأموال الطائلة التي تصرف لتأتي كالعروس تزفها الأيام من مولد أمة الى وقفة حق في ارض الرسالات والبطولات, بين دولة ورجال, في عرس المملكة, يسجل كفاح اجيال, ويحفظ في كتاب مجد بلادنا, حتى قبلة النور كل اسم له معنى وعلامة لهذا الرمز التاريخي الثقافي الذي يحمل دلالات عميقة للعادات والتقاليد والقيم العربية التي سعى لها الإنسان وتداولتها الاجيال. أستغرب أن لا يحتفي البعض بالجنادرية ولم يزرها حتى الآن والبعض لم يحاول حتى الاطلاع او متابعة الأخبار والفعاليات والبرنامج الثقافي وكأنه حدث لا يعنيه. فهل خفت وهجها ام تقلصت الدعوات؟ لماذا نبرة العتب والاستياء؟ لماذا أصبح المثقف كثير التذمر؟ من المسؤول عن غضب المثقف وهل يلتفت القائمون على مهرجان الجنادرية له ام أن قاعدة «ارضاء الناس غاية لا تدرك» تحولت الى ارضاء المثقف غاية لا تدرك, ربما اتفق مع البعض في ان هناك بعض القصور والتجاوزات بالذات في طريقة الدعوات والأسماء المطروحة في القوائم وكذلك المشاركون واتمنى أن يعاد النظر فيها ليتسنى للجميع الاستفادة وان يفسح المجال للشباب للإبداع والابتكار وأن نكون أكثر تقنية وحرفيه لأن العالم الرقمي كسر كل الجمود فيجب أن تواكب الجنادرية هذا التحول, فهي رسم الماضي بأنامل الحاضر.