نحتفل خلال هذه الايام بعناقنا الحضاري مع التراث والعبق التاريخي لماضي أجدادنا ، سبعة وعشرون عاما مضت والجنادرية كمهرجان تراثي ثقافي يضيء اجزاء مهمة من مراحل عزيزة على قلوبنا ، مراحل تعطيك هيبة الماضي وجمال الحاضر، فعاليات متنوعة تمتزج بها الثقافات المتعددة التي رسم بوحدتها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه،حدثا يعتبر من اهم المراحل السياسية في تكوين الدول ووحدتها ،فالجنادرية تعطيك ملمحا هاما وهو ان هذه الوحدة لم تقم فقط على ترابط الاماكن ببعضها وانما ترابط ابناء هذه الاماكن ببعضهم ثقافيا وتراثيا. الجنادرية ليست مجرد مكان وحدث ،وانما أضحت منبرا ثقافيا سعوديا هاما ، في الجنادرية يحتفي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالرموز الثقافية السعودية ويكرمهم خير تكريم ، من الجنادرية انطلقت يوم الجمعة الماضي اهم ردود الفعل عالميا على الفيتو الروسي الصيني من خلال كلمة الملك عبدالله ،من الجنادرية الكل يعيش لحظات الفرح الثقافي والفني . لماذا استمرت الجنادرية بهذا الوهج وهذا التجديد ، ببساطة لان خلف نجاحها شخصية اعطت الجنادرية فاعطتنا، فقد كان صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، خير داعم للجنادرية،وانا اقول هذا الكلام عن قرب من خلال شعوره الدائم ان الجنادرية ولدت لتبقى متوهجة . فقد أتيحت لي الفرصة أنا وعدد من الزملاء للالتقاء بسموه والحديث عن جوانب اخرى للحرس الوطني كمشعل ثقافي والجنادرية كمنبر ثقافي فني ، كان الجميل في اللقاء انه تركز كثيرا على العديد من الجوانب الثقافية والفنية ومنها تكريم شاعر قدم للأغنية السعودية الوطنية الكثير والكثير، وقدم للرومانسية الراقية العديد والعديد فتشرف خلال اليومين الماضيين بتكريمه من الملك بوسام الملك عبدالعزيز ، كان الأمير متعب كما عهدناه يتحدث بصراحة وبنظرة استشرافية لمستقبل الجنادرية،لم يشغله تعدد المناصب ،فعندما قلت له لم تتغير،ابتسم وردد أنا لا أتغير ، لهذا لا نستغرب الجنادرية ونجاحاتها رغم الكثير من الظروف . الملفت في الجنادرية لهذا العام ان الكثيرين كانوا يرددون ضرورة ان يكون الاوبريت الغنائي عاما بعد عام ، ونظرا للظروف المحيطة بنا والقرار الحكيم من الملك عبدالله بإلغاء أوبريت هذا العام ،الا ان غياب الاوبريت وتأثيره على اجواء المهرجان بكل صراحة كان مؤثرا، وافتقدته الجنادرية كثيرا ، فلم تكن الافتتاحية كما اعتدنا عليها ، وهذا تأكيد على الجوانب الهامة التي كان الاوبريت يتضمنها . اذ الجنادرية ومهندسها الحقيقي متعب بن عبدالله منظومة متكاملة لعمل تراثي ثقافي إبداعي يغازل التاريخ ، وينشد المستقبل ، فالنجاح المستمر لهذا الحدث الثقافي على مستوى المنطقة هو وسام نفتخر فيه نحن جميعا كسعوديين بصوت ثقافي موحد ،يعطينا جهدا اكبر ليستمر الفرح الثقافي بصورته الراقية،لتكون الجنادرية عنوانا آخر من سباقنا مع الزمن الماضي والحاضر.