بدأت المفاوضات بين الدول الست الكبرى وايران حول الملف النووي الايراني المثير للجدل امس في الماتي بكازاخستان بهدف احراز تقدم في محادثات تبدو صعبة. فيما لم تقدم طهران جوابا ملموسا بشأن تخصيب اليورانيوم. وقال دبلوماسي غربي ان «الجلسة بدأت في ريكسوس» الفندق الفخم في الماتي كبرى مدن هذا البلد الواقع في اسيا الوسطى، حيث تنتهي المفاوضات اليوم.وستسعى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) والمانيا لاحراز تقدم خلال المفاوضات التي يتوقع ان تكون صعبة.وطالب كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي الخميس في الماتي بان تعترف الدول الكبرى بحق ايران في تخصيب اليورانيوم.وقال جليلي «نعتقد انه يمكنهم افتتاح المفاوضات بجملة هي القبول بحق ايران وخصوصا بحقها في التخصيب».غير ان الدول الست تطالب ايران باغلاق موقع فوردو للتخصيب، الوحيد الذي لا يمكن ضربه عسكريا، وارسال مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة الى الخارج.وكانت مجموعة 5+1 قدمت في الاجتماع السابق في الماتي في شباط/فبراير عرضا جديدا لطهران يطالبها ب»تعليق» بدلا من «وقف» انشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة في ايران ويقترح في المقابل تخفيف بعض العقوبات على تجارة الذهب وقطاع البتروكيميائيات التي تضر كثيرا بالاقتصاد الايراني.واعلن مسؤول اميركي كبير الخميس ان العرض الجديد الذي قدمته مجموعة 5+1 خلال اللقاء السابق في الماتي في نهاية فبراير «متوازن ومنصف للغاية».واضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان القوى الكبرى تنتظر من ايران «ردا ملموسا وجوهريا».وتشتبه الدول الغربية واسرائيل في سعي ايران الى صنع قنبلة نووية تحت غطاء برنامج نووي مدني، لكن ايران تنفي ذلك قطعيا.وفرضت الاممالمتحدة على الجمهورية الاسلامية مجموعة من العقوبات عززها الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة من جانب واحد بحظر مصرفي ونفطي.وتنفي ايران سعيها الى امتلاك قنبلة نووية وتقول ان برنامجها النووي هو لاعراض طبية واخرى تتعلق بالطاقة. كانت مجموعة 5+1 قدمت في الاجتماع السابق في الماتي في شباط/فبراير عرضا جديدا لطهران يطالبها ب«تعليق» بدلا من «وقف» انشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة في ايران ويقترح في المقابل تخفيف بعض العقوبات على تجارة الذهب وقطاع البتروكيميائيات التي تضر كثيرا بالاقتصاد الايراني لا لقاءات منفردة من جانب اخر، استبعد جليلي اي لقاء على انفراد مع كبيرة المفاوضين الاميركيين ويندي شيرمان، وهي محادثات تسعى واشنطن لاجرائها منذ سنوات.وقال جليلي ان «ما ينتظره شعبنا هو ان تصحح الولاياتالمتحدة سلوكها ليس بالاقوال فقط و في الماتي سيكون هناك اختبار جديد».وتابع ان «الذين يأتون الى المفاوضات يجب ان يأتوا بالمنطق وليس بالتهديدات والقول ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة. هذا ليس حسا سليما». اشتون..تفاؤل حذر من جهتها عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن «تفاؤل حذر» الاربعاء ازاء نتيجة هذا اللقاء الجديد.وقالت اشتون «آمل في ان نجري محادثات مفيدة في الماتي وآمل فعليا ان تأخذ ايران في الاعتبار الاقتراح المطروح على الطاولة وان تعطي ردها».من جهته اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان على ايران ان «تثبت صدقها» للمجموعة الدولية وان «تثبت ان برنامجها النووي لا يطور الا لغايات سلمية».وقال بان كي مون على هامش زيارة الخميس الى مدريد «آمل في ان يتم التوصل الى حل في اسرع وقت ممكن بشكل سلمي عبر محاولة الاعتراف بموقف كل الاطراف».واضاف انه سيتابع المحادثات «عن كثب» وانه يأمل في ان يتحقق «تقدم ملموس» خلال مفاوضات الماتي.ويرى خبراء انه من غير المرجح احراز تقدم في المحادثات بين طهران والقوى الكبرى قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 14 يونيو في ايران والتي لا يمكن للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان يترشح فيها بعدما شغل ولايتين متتاليتين.