حين يجيء الموت حين يجيء الموت حين يجيء الموت ويخرج كل النقود اللامعة من حقيبته ليبتاعني ، ثم يقوم بإغلاق الحقيبة؛ حين يجيء الموت مثل جبل الجليد العائم بين لوحي الكتف، أريد أن أخطو عبر الباب والفضول يتملكني ، متسائلة : ترى كيف سيكون ، كوخ العتمة ذاك؟ لذلك أنظر إلى كل شيء كأخ أو كأخت لي، ولا أنظر إلى الزمن إلا بوصفه فكرة ، وأعتبر الأبدية محض احتمال آخر، وأفكر في كل حياة بوصفها زهرة أليفة مثل زنبقة الحقل ، وفريدة مثلها ، كما أفكر في كل اسم كموسيقى هادئة في الشفاه، تميل ، كما هو شأن كل موسيقى ، تجاه الصمت ، وأفكر في كل جسد كهزبرٍ من الشجاعة ، وكشيء عزيز على الأرض. حين ينقضي الأمر ، أريد أن أقول : طوال حياتي كنت زوجة الدهشة. كنت الزوج ، محتويا العالم بين ذراعيّ. حين ينقضي الأمر ، لا أريد أن أتساءل حائرة إذا ما كنت قد صنعت من حياتي شيئا مميزاً وحقيقياً. لا أريد أن أجد نفسي متحسرة أو خائفة ، أو مترعة بالجدل. لا أريد أن ينتهي بي المطاف كمجرد زائرةٍ عابرةٍ لهذا العالم. الزنابق كنت أفكر في أن أعيش مثل الزنابق التي تتمايل في الحقول. إنها ترتفع وتهبط تحت إسفين الريح، وليس لها من ملجأ يقيها من ألسنة القطيع، كما أنها لا تمتلك خزائن أو دولايب ، وليس لها سيقان. لا زلت أرغب في أن أكون في مثل جمال تلك الفكرة القديمة. ولكن لو أنني كنت زنبقة فعلاً فسأظل كما أحسب أنتظر طوال النهار وصول الوجه الأخضر للطائر الطنان ليمسني. ما أعنيه هو، هل بوسعي أن أنسى نفسي حتى في تلك الحقول المكسوة بالريش؟ حين كان (فان كوخ) يخطب في الفقراء كان بالطبع يريد أن ينقذ شخصًا ما - وعلى الأرجح نفسه. لم يكن زنبقة ، والتسكع خلال الحقول المتلألئة لم يمنحه سوى المزيد من الأفكار التي تستلزم حياة كاملة لحلها. أظن أنني سأبقى دائما وحيدة في العالم ، حيث يُرى القطيع مثل نهر من الأبيض والأسود - حيث الزنابق الساحرة تذوب ، دونما اعتراض - فوق ألسنتها - حيث الطائر الطنان يرتفع ويحلق بعيدا كلما استشعر ما يعكر صفوه. عن الشاعرة : ولدت ماري أوليفر في عام 1935 وحازت على جائزة البوليتزر الشهيرة عن احدى مجموعاتها الشعرية عام 1983 . وهي شديدة الاحتفاء في شعرها بالمشهد الطبيعي الأمريكي بكل ما يحتوي عليه من كائنات ومخلوقات خصوصا في مسقط رأسها كليفلاند ، أوهايو حيث كثيرا ما عمدت إلى استعادة العديد من اللقطات المرتبطة بصباها وطفولتها في إطار ميثلوجي يقارب الأسطورة.