«سأخبركم بسر خطير، لكن بداية سأعرفكم بنفسي، أنا مدير الشركة المالكة لتطبيق الواتساب، وسوف نقوم بإغلاق الخدمة عنكم جميعا خلال الأسبوع المقبل، ومن أراد استمرار الخدمة الخاصة بجهازه يجب عليه أن يقوم بنسخ هذه الرسالة ثم يرسلها ل «18» مستخدما من أصدقائه على الأقل ليتحول رمز التطبيق إلى اللون الأحمر ومن ثم يمكنك الاستمتاع بالخدمة بجميع مزاياها «، وتستمر الحياة وتستمر الرسائل. هذه المقدمة التي يراها الكثيرون مألوفة لهم ما هي إلا رسالة من أصل عشرات الرسائل التي تم تداولها في الواتساب خلال الأسبوعين الماضيين من قبل آلاف «عفوا « أقصد ملايين من المستخدمين للتطبيق التي مثلت قارب النجاة لمئات الآلاف من مستخدمي الواتساب بعد أن دق ناقوس الخطر في سفينة حظر التطبيقات، لكن حتى الآن تستمر الحياة ويستمر الواتساب. لا أعتقد أن الإدارات الاستراتيجية للشركات المطورة لتطبيق الواتساب والفايبر والسكايب ستقرر خسارة ملايين المستخدمين في المملكة وملايين الدولارات من الإعلانات وترفض طلب الاتصالات بفرض الرقابة على التطبيقات. حين وصلتني الرسالة في بادئ الأمر ضحكت لأنني تذكرت ما كان يتم تداوله عبر البريد الإلكتروني خاصة الهوتميل حول جعله مدفوعا في حال لم يقم المستخدم بإرسال الرسالة التي تحمل نصا شبيها بالرسالة السابقة، لكن العجيب في أمر الواتساب هو عدم احتواء الرسالة على أي ملف أو مقاطع فيديو أو صور أو روابط لصفحات انترنت على أقل تقدير، ومع ذلك صدقها الآلاف وأرسلها الملايين، مع أنني لم أرسل هذه الرسالة لأحد إلا أن الخدمة مازالت تعمل بأعلى أداء وأعتقد أنها لن تتوقف عن العمل، وتستمر الحياة ويستمر العمل. بغض النظر عن هيئة الاتصالات وقراراتها أو شركات الاتصالات وأهدافها أو الشركات المالكة للتطبيقات وسياساتها، فكل منهم يعمل ضمن لوائح وأنظمة وسياسات وأهداف يجب تحقيقها، فالهيئة من حقها تنفيذ اللوائح والأنظمة وشركات الاتصالات يجب عليها الانصياع لهذه الأنظمة كون الهيئة تشكل مرجعا لها. أما الشركات المطورة للتطبيقات فهي تبحث عن الربح المادي سواء عبر أسعار التطبيقات في متاجر الهواتف والأجهزة اللوحية أو عبر الإعلانات التي تتربع على كل واجهة في التطبيق، وتستمر الحياة وتستمر المكاسب. لا أعتقد أن الإدارات الاستراتيجية للشركات المطورة لتطبيق الواتساب والفايبر والسكايب ستقرر خسارة ملايين المستخدمين في المملكة وملايين الدولارات من الإعلانات وترفض طلب الاتصالات بفرض الرقابة على التطبيقات، بل أعتقد أنها ستحذو حذو شركة بلاك بيري وتتبع نفس المسار والنهج، إلا أن كل شيء وارد، فهذه الشركات تتفاخر وتتنافس فيما بينها بسياسات خصوصية المستخدمين وشفافية المعلومات والإحصائيات وسرية بيانات المستخدمين، إلا أننا لا ننسى أن العائد المادي يعد من أهم الأولويات بالنسبة لها، وتستمر الحياة وتستمر الحياة. @Ahmad_Bayouni