وحتى الورد اعتراه التغيير ولم يعد كما عهدناه ذا قيمة ورائحة تزكي الأنوف بعبيرها، أصبح ورداً باهتاً مغموماً لا رائحة له، أقول إن الورد في أيامنا هذه أشبه بحال بعضنا في هذا الزمن العجيب. وعود على الورد تقول ان ملك الزهور مما تشبه به وجنات الحسان لجماله قد انتابه الحزن فأضحى ذابلاً لا عبق فيه وأصبحنا لا نتجرأ أن نصف به أحدا او نقدمه لأحد، حتى نفسك ستعيب عليك إن اهديتها الورد الحالي الحزين. المضحك المبكي أن الكثير ممن تهادوا الورود الحديثة انتهت حياتهم بفراق، ومن تهادوا بالورود القديمة أكملوا مشوار الحياة بالحلوة والمرة، بالطبع القسمة والنصيب لها دور ولكن أيضا نوعية الوردة لها دوركبار الشعراء والفنانين تغنوا بالورد سابقا لجماله فهل سمع أحدكم هذه الأيام أغنية للورد أو عن الورد أو إهداء للورد كأغنية؟! أليس هذا دليلا على انحسار أهمية الورد وما يعنيه؟! حسابيا أكثر من تهادى بالورد هم جيل الشباب في زمننا هذا ومقارنة بعدد ما أهدى من الورد في السابق وقد تكون المسألة نوعية مقابل عددية، السابقون يتهادون الورد لمعنى سام حيث تجد الورد والود الحقيقي، أما اللاحقون إلا البعض يهديك الوردة من (غير نفس) لأنه يعرف أنها مقطوفة بالقوة ولم يكتمل نموها بعد، والمضحك المبكي أن الكثير ممن تهادوا الورود الحديثة انتهت حياتهم بفراق، ومن تهادوا بالورود القديمة أكملوا مشوار الحياة بالحلوة والمرة، بالطبع القسمة والنصيب لها دور ولكن أيضا نوعية الوردة لها دور. والورد يحيط به الشوك وهنا (المصيبة) والذي لم يتعود على وخز الشوك يبحث عن ورد بلاستك أو قماش، أما مقلدي عنتر بن شداد وامرئ القيس بالحب فعليهم الإصرار على الورد (ابو شوكه) حتى تظل غرزات الشوكة محفورة في الذاكرة منذ الوهلة الأولى وألمها يتجدد كلما تعرضت طائرة العلاقة الزوجية للمطبات الهوائية وإشارة ربط الحزام. ويا من يزرع الورد أو يبيعه ازرعوا الورد العضوي وغير الكيماوي، ولعل الله يحقق به شفاء المُهدِي والمُهدَى اليه وتعود عند ذلك للورد قيمته وعمي يا بياع الورد.