«وقت السلام « « لقد انتهى وقت السلاح « «دعوة اوجلان للسلام تجلب الربيع «تركيا الجديدة... أوجلان يدعو لإلقاء السلاح»،كانت تلك افتتاحيات صحف «خبر تورك» و «صباح» و «ملّيت» ثم «توركيش ديلي نيوز» الخميس الماضي. أبرز ردود الفعل الدولية جاءت من واشنطن على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية «هذا العنف كلّف الكثير من الأرواح..ويجب ان ينتهي وإعلان أوجلان وقف إطلاق النار يمكن أن يساعد في إنهاء العنف المأساوي المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود في تركيا». « نحيي الجهود الشجاعة التي بذلتها الحكومة التركية وجميع الأطراف المعنية لتحقيق الحل السلمي الذي سيعزز الديمقراطية في تركيا ويحسن حياة جميع المواطنين الأتراك». هناك الكثير من الإغراءات وكذلك التحديات والسباق سيكون بين صانعي السلام والوئام وتجار الأزمات والحروب وسيظل الأمل بمستقبل رائع لتركيا الجديدة.وختاما لنتذكر مقولة الأديب الكردي يشار كمال « ربما تتمكن أنقرة من تجفيف البحر,لكنها لن تنجح في اصطياد الأسماك يمكن القول: إن صبيحة اليوم الثاني من عيد النيروز (22مارس 2013م) كانت اسعد الأحداث في تركيا أملا في ايقاف صراع كلّف تركيا 400 مليار دولار و40 ألف قتيل وإضعافها إقليميا ودولياً . يعود تاريخ القضية الكردية الى ما قبل إعلان جمهورية تركيا الحديثة في 29 اكتوبر 1923م ،حيث منحت اتفاقية سيفر (10 اغسطس 1920م ) - والتي وقّعها السلطان العثماني – الأكراد دولة مستقلة ، إلّا أن اتاتورك استطاع بدهائه السياسي وبعد انتصاراته العسكرية فرض معاهدة لوزان (24 يونيو1923م ) ، تلا ذلك عرض اتاتورك حُكماً ذاتيا للأكراد ، إلا أن موقف الكُرد السياسي وقتها كان أشبه بموقف العرب من رفض تقسيم فلسطين عام 1947م ، لتبدأ سلسلة انتفاضات تمّ القضاءُ عليها بالقوة المسلّحة حتى ظهر حزب العمال الكردستاني وزعيمه عبدالله أوجلان ليُعلن الحرب على الدولة التركية عام 1984م ، وليستمر نزف الدماء رغم محاولات رئيس الوزراء التركي تورغوت اوزال(من أصول كردية ) وعِبرَ خطوات جريئةٍ بدأ مفاوضات سلام غير معلنة مع عبدالله اوجلان إلا أن وفاته المفاجئة في 17 إبريل 1993م أوقفت عملية التفاوض. وفي العام 1996م طرح رئيس الوزراء التركي نجم الدين اربكان فكرة «حل الأزمة الكردية على الطريقة الإسلامية « عبر تغليب الدِّين على العِرق واللغة ، إلّا أن الجيش العِلماني لم يُمهله فأصدر قرارات 28 فبراير 1997م ،والتي كانت بمثابة انقلاب شبه عسكري ، وليُجبَرَ بعدها على الاستقالة في يونيو 1997م لتتبخر فكرة « الوئام والسلام الاربكانية» ،وبعد استقالته صعّدت تركيا من لهجتها ضد سوريا وخيّرت الرئيس السوري – آنذاك حافظ الأسد ما بين الحرب او إخراج اوجلان من سوريا ليرضخ الأسد مُجبراً ويرحل اوجلان من سوريا لليونان ومنها الى كينيا ،حيث قبض عليه الأتراك في 15 فبراير 1999م عبر عملية دولية ولينقل الى تركيا في يوم تاريخي عُدّ وقتها عيداً وطنياص خاصا ثم ليُقدّم للمحاكمة وسط توقّعات بإعدامه، لكن خضوع تركيا لشروط الانضمام للاتحاد الأوربي وخشيتها من اضطرابات قد لا يمكن السيطرة عليها أجبرت الحكومة على استبدال العقوبة بالسجن المؤبد في جزيرة أمرالي وسط حراسة مشدّدة لم يشهدها التاريخ التركي قط لسجين . وبعد تولّي حزب العدالة والتنمية الحكم عام 2002م ثم سيطرة رئيس الوزراء اردوغان على القرار في الدولة وخاصة في الجيش والاستخبارات بدأت مفاوضات سرّية مع عبدالله اوجلان لتنتهى بإعلان السلام . هناك الكثير من الإغراءات وكذلك التحديات والسباق سيكون بين صانعي السلام والوئام وتجّار الأزمات والحروب وسيظل الأمل بمستقبل رائع لتركيا الجديدة.وختاماً لنتذكّر مقولة الأديب الكردي يشار كمال « ربما تتمكن أنقرة من تجفيف البحر,لكنها لن تنجح في اصطياد الأسماك وكلنا أمل ان يتحقق حلم السلام التركي الكردي . @abdulahalshamri