تصاعدت حدة المواجهات المسلحة بين القوات التركية وجماعات الحزب الكردستاني الذين يطالبون بالاستقلال عن تركيا وقد أدت الاشتباكات المستمرة منذ اكثر من خمسة وعشرين عاما إلى مقتل أكثر من ثلاثين الفاً وجرح عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف من مدنهم وقراهم. من المعروف أن الصراع بين اكراد تركيا وحكومتها كانت بدايته التاريخية منذ أن جاء مؤسس تركيا الحديثة (كمال اتا تورك) إلى السلطة قبل أكثر من ثمانين عاماً. حيث شن حرباً على اكراد بلاده الذين بدأوا في المطالبة بالانفصال وراحوا يشكلون خلايا سرية الحقت أضراراً بأمن البلاد ولهذا لم يتهاون (اتا تورك) معهم وأعدم عدداً من زعمائهم الذين قادوا حملات التحريض كما سجن الآلاف منهم لقيامهم بأعمال تخريبية!. غير أن الأكراد لم ييأسوا وراحوا يواصلون حملاتهم المسلحة ضد المدن والقرى وفي العاصمة انقرة وفي اسطنبول بقيادة زعيمهم الجديده (عبدالله أوجلان) الذي كان يدير الحملات ضد تركيا من خارج البلاد وقد أخذت سلطات الأمن التركية في تعقبه إلى أن عرفت أنه يقيم في مخيم للاكراد في سوريا.وقد طلبت انقرة من دمشق تسليمها (أوجلان) لكن سوريا انكرت معرفتها بوجوده على أراضيها وكاد الأمر يتحول إلى مواجهة عسكرية حيث حشد الاتراك عشرات الآلاف من قواتهم على حدودهم مع سوريا كما حركوا اساطيلهم البحرية والجوية، إلا إن تدخلاً من الجامعة العربية وبعض الدول العربية ادى إلى ترحيل (أوجلان) من سوريا إلى كينيا حيث قامت الاستخبارات التركية بالقاء القبض عليه وجلبه إلى تركيا ، وقدم للمحاكمة بتهمة الارهاب فصدر الحكم عليه بالإعدام لكن تدخلات أوروبية وأمريكية أدت إلى تخفيض الحكم إلى السجن المؤبد حيث يقضى (أوجلان) حالياً فترة سجنه في إحدى الجزر التركية المعزولة، وتحت حراسة مشددة غير أن جماعة حزبه لم يتوقفوا عن شن حملاتهم المسلحة ضد الجيش والمدن والقرى التركية رغم أن الحكومة التركية سمحت لأكراد بلادها باقامة المدارس الخاصة بهم واصدار الصحف باللغة الكردية وانشاء محطة تلفزيون بلغتهم إلا أن كل ذلك لم يقنع بعض الاجنحة الكردية المتشددة وواصلت المطالبة بحكم ذاتي في نطاق الجمهورية التركية وهو ما ترفضه انقرة إذ إن ذلك سيفتح الباب أمام الفئات الأخرى للمطالبة بحكم ذاتي ، ومعروف أن تعدد أكراد تركيا يتجاوز خمسة وعشرين مليون نسمة.