تشهد مصر حالة من التوتر الميداني غير المسبوق، بعد أحداث العنف التي استعرت أمام مكتب الإرشاد التابع لجماعة الإخوان المسلمين، في جمعة أطلق عليها المحتجون "رد الكرامة" أول أمس، والتي استمرت حتى ساعة مبكرة من صباح امس، وأدت التظاهرات الغاضبة ضد الجماعة في عدة مدن مصرية، إلى إصابة أكثر من 200 (منهم 127 حول مكتب الإرشاد) حسب تصريح رئيس هيئة الإسعاف المصرية الدكتور محمد سلطان، كذلك اقتحام وإحراق مقرات للجماعة في المنيل بالقاهرة، والمحلة ودمياط والمنصورة والإسكندرية. ووصلت ذروة التصعيد امس، بدعوة عدد من صفحات الإخوان على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لحشد نشطاء الجماعة وأنصارها لحصار مدينة الإنتاج الإعلامي. اليوم الأحد، وعرضت الصفحة صورًا مكتوبًا عليها "للرجال فقط مليونية حصار الفتنة". من جانبهم دعا عدد من أعضاء حركة تطلق على نفسها "حازمون" تتبع المرشح المستبعد حازم أبو اسماعيل، إلى التوجه لمقر مدينة الإنتاج الإعلامى وحرقها تحت شعار "هنولع فى مستنقع الفتنة", عند الواحدة ظهرا. وأكد الداعون – على موقع فيس بوك - أن حرق مدينة الإنتاج الإعلامى "عمل ثوري سلمي". هدوء وتحقيقات وصباح أمس، شهد محيط مقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين، هدوءا حذِرا عقب توقف الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين وأعضاء الجماعة، على خلفية دعوة 20 حزبا وحركة سياسية لمليونية "رد الكرامة" أول أمس الجمعة، للمطالبة بتقنين أوضاع الإخوان، وإقالة النائب العام، بالإضافة إلى وقف العمل بالدستور الجديد. وشهد محيط مكتب الإرشاد تكثيف التواجد الأمني لقوات الأمن المركزي، وشوهدت 16 عربة حاملات جنود أمن، و4 عربات مصفحة، بالإضافة إلى مصفحتين تابعتين للقوات الخاصة، مع تواجد عدد من القيادات الأمنية. وبينما بدأت نيابة المقطم التحقيق مع 6 متهمين، ألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة القبض عليهم جراء الاشتباكات، وانتدبت النيابة المعمل الجنائي لمعاينة السيارات المحترقة وأرسلت وفدا لمعاينة مكان الإشتباكات بمحيط مكتب الإرشاد للمقطم. من جهته , قال حزب مصر القوية في بيان: إن مشاهد سحل المواطنين وحصار المساجد وحرق السيارات والمباني الخاصة وغيره من أعمال العنف المرفوضة لا تستحق إلا الإدانة من كل مصري أيّا كان فاعلها وأيا كانت أسبابها، مضيفا: إن كل قطرة دم أسيلت تتحمل مسؤوليتها السلطة الفاشلة والسياسيون الذين لا ينظرون إلا إلى مصالحهم الضيِّقة التي قد تحرق مصر. وبحسب البيان، أن ما يحدث في المقطم تعبيرٌ حيّ عن حالة الفوضى التي تعيشها مصر، فوضى سلطة عاجزة أمام حالة اقتتال أهلي بين المصريين، سلطة تقف في موضع المشاهدة؛ وكأنها تحكم شعبا آخر أو بلدا آخر، وفوضى مجموعة من الانتهازيين الذين يدفعون شابا مصريا للموت بسبب الهجوم على أو الدفاع عن مبنى لا قيمة له أمام قطرة دم واحدة. موضحاً "إن هذه السلطة العاجزة الفاشلة بأجهزتها الأمنية وبأجهزة تحقيقها لا تستحق البقاء إلا إذا قامت بتغيير سياستها الفاشلة، وأوقفت وهم التمكين الذي تنتهجه، وأدركت أن إدارة بلد كمصر في ظرف كالذي نعيشه لا يكون إلا بتحمل مشترك للمسؤولية، وبتطبيق عدالة انتقالية ناجزة، وفتح تحقيق شفاف مستقل في كل جرائم الفترة الماضية". إتهامات متبادلة ورد الأخوان على محاولات إقتحام مكتب الإرشاد، بأنه لولا الضغط الذي مارسته الجماعة على شبابها بضرورة الالتزام بضبط النفس لأنهوا المشهد وازالة المتظاهرين ،وذلك بحسب الدكتور أحمد عارف، المتحدث الرسمى باسم الجماعة. الذي أضاف: إن الإخوان استهدفوا وهم فى طريقهم إلى المقر، وكأن الأمور مرتبة ترتيبا دقيقا مستنكرا وجود عبارات تحريضية من نشطاء لحرق مقرات الإخوان، باعتباره عملا ثوريا واعتبارهم حرق الإخوان أنفسهم ثورة. من جهته، وصف محمد أبو حامد، النائب بمجلس الشعب المنحل، تصريحات متحدث الأخوان، ب "العنترية". وأضاف ل(اليوم) أن الاخوان تلقوا درسا من الشعب المصري ومن شباب المتظاهرين، وتابع: التظاهرات كانت سليمة وكنت متواجدا في ميدان النافورة، ولكن هجوم مسيرة من شباب الاخوان قادمة من المقطم على الشباب المتظاهر هو ما قلب الموقف. نظرية المؤامرة وبينما ألمح الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والنائب بمجلس الشعب المنحل في تغريدة له نشرها بحسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن رد الجماعة على محاولة اقتحام مكتب الإرشاد سيكون قوياً. وهدد " إذا اقتحم المتظاهرون مكتب الإرشاد سنحوّل مصر إلى سوريا في أقل من 24 ساعة". أستنكر المستشار فؤاد راشد رئيس محكمة استئناف القاهرة العدوان على الإخوان أو مقارهم. وأضاف ل(اليوم): إنه على الاخوان أن يتمتعوا بالحد الأدنى من الشجاعة، خصوصاً وأنهم من بدأوا بالعنف وقاموا بضرب سيدة وطرحها أرضا أمام مقر مكتب الارشاد، حيث استفز هذا المشهد كل فئات الشعب المصري. قائلاً :"إن نظرية المؤامرة لن تحل شيئا، وأن على الإخوان أن يتصرفوا بحكمة وشجاعة، وناشدهم بقراءه المشهد السياسي وحسن التصرف بما يخدم مستقبل مصر". وفى ذات السياق، قال أحمد بهاء الدين رئيس الحزب الاشتراكي، وعضو جبهة الانقاذ الوطني: إن الإخوان كانوا قادرين على فض المشهد في نصف ساعة، وأن المعارضة هي السبب وهي التي تستفز الاخوان – بحسب قوله. وأشار بهاء الدين في تصريح خاص ل(اليوم) إن تعنّت المعارضة حول البلد الى خراب. قائلاً : الإعلام والمعارضة أشعلوا النار في مصر، كان يجب علينا أن ننتظر على الرئيس ونعطية الفرصة لكي يصلح وننأى بنفسنا بعيدا عن المهاترات والمشاكل.