بدأ ناشطون معارضون من الطائفة العلوية - التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد - اجتماعات في القاهرة أمس لدعم بديل ديمقراطي لحكمه ومحاولة للنأي بالطائفة عن الارتباط الكامل بمحاولات الحكومة لسحق الانتفاضة التي تشهدها سوريا منذ عامين. وقال منظمون: إن الاجتماع - الذي يستمر يومين في القاهرة - سيعد إعلانا يلتزم بسوريا موحدة ويدعو التيار الرئيس للمعارضة للتعاون بشأن منع القتال الطائفي في حالة سقوط الاسد والاتفاق على اطار للعدالة الانتقالية، وسيكون هذا اول اجتماع للعلويين المؤيدين للانتفاضة. وفي الوقت الذي تتخذ فيه الحرب منحى طائفيا على نحو متزايد فان فصل مصير الطائفة العلوية عن مصير الاسد قد يكون امرا حاسما لبقاء هذه الطائفة الشيعية التي تضم نحو عشرة بالمائة من سكان سوريا. وقال دبلوماسي غربي: إن الاجتماع يعقد متأخرا عامين تقريبا، لكنه سيساعد في إبعاد الطائفة عن الاسد. كل الجهود مطلوبة الآن للحيلولة دون وقوع حمام دم طائفي على نطاق واسع لدى رحيل الاسد، في نهاية المطاف سيكون العلويون الخاسر الأكبر فيه، وقال بيان للجنة المنظمة لاجتماع العلويين: إن النظام الذي يزداد عزلةً وضعفاً سيعمل على دفع العصبيات الطائفية الى حالة الاقتتال الدموي. واضاف ان هناك قوى تشكلت وتقف ضد النظام، لكنها تتقاطع معه الدفع باتجاه الصراع الطائفي ولحسابات تتعلق بها وبارتباطاتها. وقال : إن العمل على نزع الورقة الطائفية من يد النظام ويد كل من يستعملها هو أمر بالغ الأهمية كمقدمة لاسقاط النظام وكمدخل لاعادة صياغة العقد الاجتماعي السوري على أسس الدولة الحديثة دولة المواطنة والعدالة فقط، وسيحضر نحو 150 شخصية علوية تضم نشطاء وزعماء دينيين اضطر معظمهم للفرار من سوريا لتأييدهم الانتفاضة المؤتمر. واحتل العلويون مكانا بارزا في حركة سياسية يسارية سورية سحقها حافظ الاسد - والد بشار - في السبعينيات والثمانينيات الى جانب المعارضة الإسلامية. ومن بين العلويين البارزين الموجودين في السجن حاليا مازن درويش المدافع عن حرية الرأي الذي عمل على توثيق ضحايا قمع الانتفاضة وعبد العزيز الخير وهو سياسي وسطي يؤيد الانتقال السلمي للحكم الديمقراطي. وقال عصام ابراهيم وهو محام يساعد في تنظيم المؤتمر: إن الانتفاضة أعطت العلويين فرصة لاثبات ان الطائفة العلوية ليست جامدة وانها تطمح - مثل باقي السكان - للعيش في ظل نظام ديمقراطي تعددي في الوقت الذي تخشى فيه من صعود التطرف الإسلامي. وأعاد ابراهيم الى الأذهان المشاركة في مظاهرة مطالبة بالديمقراطية في بداية الانتفاضة في منطقة الخالدية السنية في مدينة حمص بوسط سوريا عندما هاجمت ميليشيا مؤيدة للاسد المحتجين. وقال ابراهيم الذي سجن والده لسنوات في ظل حافظ الاسد لرويترز : إن الوثيقة التي ستصدر عن المؤتمر ستؤكد التزام العلويين بالوحدة الوطنية والتعايش بين الطوائف والسلام الاهلي في انعكاس لموقف اتخذه زعماء الطائفة خلال الحكم الاستعماري الفرنسي في العشرينات اعتراضا على مقترحات لتقسيم البلاد. وأردف قائلا : هناك تيار إسلامي آخذ في التوسع على حساب التيار المدني الديمقراطي وهو الأمر الذي يتطلب الوحدة. وقال: إن العلويين سوريون في المقام الأول ويحاولون ان يكونوا جزءا من تغيير حقيقي.