أكد معارض سوري وسجين سابق أن المعارضة السورية ستحاول الأسبوع الجاري صياغة سياسة مشتركة وكسب الاحترام الدولي والحصول على أسلحة والأهم من ذلك الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال المعارض السوري رياض سيف الذي لم ينجح في مغادرة سوريا إلا منذ شهور قليلة بعد خروجه من السجن إن هناك حاجة ماسة لإيجاد بديل للنظام. وأضاف السياسي الليبرالي في المقابلة التي أجرتها معه «رويترز» في عمان : إن ما يتحدث عنه هو فترة مؤقتة تبدأ بتشكيل قيادة سياسية للمعارضة إلى أن تجتمع في دمشق جمعية وطنية تمثل كل السوريين بمجرد سقوط الأسد. وأحبطت الانقسامات بين الإسلاميين والعلمانيين وكذلك بين المعارضة في الداخل وشخصيات معارضة في الخارج محاولات سابقة لتشكيل معارضة موحدة. ودعت الولاياتالمتحدة الأربعاء إلى إصلاح لقيادة المعارضة السورية قائلة: إن الوقت حان لتجاوز المجلس الوطني السوري أكبر تجمع للمعارضة السورية في الخارج وإشراك أولئك «الموجودين على الجبهة يقاتلون ويموتون». وقالت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: إن اجتماع قطر سيكون فرصة لتوسيع التحالف ضد الأسد في إشارة إلى موقف أكثر نشاطا من قبل واشنطن في محاولات تشكيل معارضة سياسية للأسد تتمتع بمصداقية. وخلافا للمحاولات السابقة التي فشلت في صياغة قيادة موحدة للمعارضة، قال سيف: إن اجتماع الدوحة سيكون أكثر شمولا وسيمثل فيه عدد ضخم من الجماعات الدينية وجماعات النشطاء وسيضم كذلك عددا أكبر من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد وزعماء سياسيين أكراد. ومن بين الشخصيات التي قابلها سيف في عمان رياض حجاب رئيس الوزراء السوري الأسبق الذي هرب إلى الأردن قبل ثلاثة أشهر ويلعب دورا كبيرا في المحاولة الجديدة التي يقودها سيف. واجتمع أيضا مع سهير الآتاسي والتي لعبت دورا في تنظيم المظاهرات السلمية في بداية الانتفاضة، والطبيب كمال لبواني وهو سجين سياسي لفترات طويلة وهو الآن مدافع بارز عن الكفاح المسلح. وقال سيف: إن هناك عشرة ملايين سوري يحتاجون كل شيء من الإسكان إلى الأمن إلى الخدمات العامة ونظام لا بد من اتخاذ كل إجراء ممكن للإطاحة به وتجنب مزيد من الخسائر. ويتمتع سيف (66 عاما) بشخصية كارزمية وهو واحد من أبرز المعارضين السوريين. وتعرض الرجل الذي يعاني من مرض السرطان منذ سنوات لاعتداء قوات الأمن الموالية للأسد في مظاهرة للمطالبة بالديمقراطية في بداية الانتفاضة مما جعله موضع احترام في الداخل ووسط شخصيات معارضة بينها مشاحنات قوضت الانتفاضة وجعلت القوى الغربية والإقليمية تخشى الاعتراف بالمعارضة. وتم اختيار سيف سرا عندما كان لا يزال في سوريا عضوا في المجلس الوطني السوري والذي كان موضع انتقاد في الداخل والخارج لأن تمثيل النشطاء الميدانيين فيه دون المستوى ولهيمنة جماعة الإخوان المسلمين عليه. وأمضى سيف بعد أن غادر سوريا في مطلع الصيف أسابيع لتلقي العلاج في ألمانيا حتى تحسنت حالته وبدأ جهدا منظما لتوحيد جماعات المعارضة المتفاوتة. وستشكل مبادرة تحمل اسمه أساسا لمناقشات في اجتماعات ستبدأ باجتماع الدوحة اليوم الأحد. وفشل اجتماع سابق عقد في القاهرة في يوليو في اختيار لجنة ستكون بمثابة الوجه المعبر عن المعارضة في العالم. لكن معظم الوفود اتفقت على الإطاحة بالأسد واستبدال نظامه بنظام ديمقراطي متعدد الأحزاب. وقال سيف: إن وثائق اجتماع القاهرة لا تزال تشكل بيانا سياسيا للمعارضة. ويقترح سيف تشكيل تجمع مدني جديد من 50 عضوا سيختار في وقت لاحق حكومة مؤقتة وينسق مع الجناح العسكري للانتفاضة. وقال: إن المجلس المقترح سيمثل القوى الأكثر فاعلية في الثورة وسيكون مقنعا للشعب السوري، مضيفا أن جهودا تبذل لإخضاع المعارضة المسلحة لقيادة عسكرية موحدة. وقال سيف: إن الاعتراف الغربي والتركي والعربي بالهيكل الجديد للمعارضة سيساعد إمداد المعارضة المسلحة بصواريخ مضادة للدبابات والطائرات لحسم المعركة.