اجتمع ناشطون معارضون من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، ل"دعم بديل ديمقراطي لحكمه ومحاولة نأي بالطائفة عن الارتباط الكامل بمحاولات الحكومة لسحق الانتفاضة التي تشهدها سورية منذ عامين". وتهدف الوفود المشاركة، في أول اجتماع من نوعه للعلويين الداعمين للانتفاضة ضد الأسد، إلى "إعداد إعلان يدعم سورية موحدة، ويدعو التيار الرئيسي للمعارضة للتعاون من أجل منع قتال طائفي في حال سقوط الأسد". وقال بسام اليوسف، وهو ناشط علوي يساعد في تنظيم المؤتمر، إن "الطائفة العلوية تدعو المعارضة إلى التصدي للمشكلة الطائفية التي يؤججها النظام"، مضيفاً إن "الورقة الأخيرة التي يمكن أن يستغلها النظام الآن هي الحرب الأهلية وتقسيم سورية". وقد اعتبر دبلوماسي غربي أن "الاجتماع يعقد متأخراً عامين تقريباً لكنه سيساعد في إبعاد الطائفة عن الأسد، كل الجهود مطلوبة الآن للحيلولة دون وقوع حمام دم طائفي عند رحيل الأسد، في نهاية المطاف سيكون العلويون الخاسر الأكبر فيه". وقال بيان اللجنة المنظمة لاجتماع العلويين إن "النظام الذي يزداد عزلة وضعفاً سيعمل على دفع العصبيات الطائفية إلى حالة الاقتتال الدموي". وذكر أن "هناك قوى تشكلت وتقف ضد النظام لكنها تتقاطع معه في الدفع باتجاه الصراع الطائفي ولحسابات تتعلق بها وبارتباطاتها". وأكد البيان أن "العمل على نزع الورقة الطائفية من يد النظام ويد كل من يستعملها، هو أمر بالغ الأهمية كمقدمة لإسقاط النظام، وكمدخل لإعادة صياغة العقد الاجتماعي السوري على أسس الدولة الحديثة دولة المواطنة والعدالة فقط". وقال اليوسف إن "10 من النشطاء العلويين داخل سورية كانوا يعتزمون المشاركة في المؤتمر، الذي يعقد على مدار يومين، منعوا من السفر في حين تمكن 7 من حضور الاجتماع الذي يشارك فيه نحو 100 شخص". كما اعتبر أن "الانتفاضة اعطت العلويين فرصة لإثبات أن الطائفة العلوية ليست جامدة، وأنها تطمح مثل بقية السكان إلى العيش في ظل نظام ديمقراطي تعددي، في الوقت الذي تخشى صعود التطرف الإسلامي". وأكد أن البلاد "في أزمة طائفية والقوى السياسية للمعارضة تقع في خطأ جسيم بعدم مناقشتها". وأعلن اليوسف أن "الوثيقة التي ستصدر عن المؤتمر ستؤكد التزام العلويين بالوحدة الوطنية والتعايش بين الطوائف والسلم الأهلي، معتبراً أن "هناك تياراً إسلامياً آخذاً في التوسع على حساب التيار المدني الديمقراطي وهو أمر يتطلب الوحدة".