اعلن رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، في كلمة متلفزة مساء الجمعة، استقالته من منصبه وتاليا استقالة الحكومة، داعيا الى تشكيل حكومة انقاذ وطني، وذلك بسبب خلاف حاد على استحقاق الانتخابات النيابية وتعيينات امنية، تمثلت في عرقلة حزب الله وحلفائه تشكيل هيئة للاشراف على الانتخابات البرلمانية ورفضه التمديد لمسؤول أمني بارز في منصبه. وقال في قصر السرايا «أعلن استقالة الحكومة علها بإذن الله تشكل مدخلا وحيدا لتتحمل الكتل السياسية الاساسية في لبنان مسؤوليتها وتعود الى التلاقي من اجل اخراج لبنان من النفق المجهول». موضحا أنه كان يفكر بالاستقالة منذ زمن وأقدم عليها أخيرا «افساحا في المجال لتشكيل حكومة انقاذية تتمثل فيها كل القوى السياسية اللبنانية، لتتحمل مسؤولية انقاذ الوطن بما يكفل اطفاء الحرائق ومواكبة الاحداث الاقليمية بروح عالية من المسؤولية الجماعية». وتأتي هذه الاستقالة في اجواء من التوتر الاقليمي والداخلي وفي ظل انقسام سياسي حاد في لبنان على خلفية النزاع في سوريا المجاورة. وجاءت بعد ساعات قليلة من جلسة لمجلس الوزراء، فشلت في التوافق على اقرار تشكيل هيئة للاشراف على الانتخابات، والتمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي. وشدد ميقاتي على انه «مع اجراء الانتخابات في موعدها مهما كانت الظروف»، مشيرا الى ان «هيئة الاشراف على الانتخابات تم الحؤول اليوم دون تشكيلها في مجلس الوزراء على الاقل كإعلان حسن نوايا لضمان اجراء الانتخابات». وفي موضوع ريفي الذي يحال على التقاعد بعد ايام، قال ميقاتي «وجدت ان من الضروري في هذه المرحلة الدقيقة استمراره في مهامه لأن في ذلك واجبا وطنيا تفرضه ضرورة حماية المؤسسة التي شكلت ملاذا آمنا للبنانيين (...) ولمست اليوم ايضا ان ثمة توجها في مجلس الوزراء بعدم التجاوب مع هذا الأمر».