كانت أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حديث المجالس والمنتديات وتعليقات المحللين المحليين والعرب والدوليين، إذا كانت نقلة نوعية في القرارات الحكومية وما احتوتها من إنفاق هائل في التنمية الاجتماعية وتحسين أحوال المواطنين. وكل القرارات رائعة ولكن قرارات منها تحتاج إلى تعليق مثل الأمر بتشكيل هيئة لمكافحة الفساد وربطها بالملك شخصيًا. وتشكيل الهيئة في محله تمامًا، لأن الفساد يؤخر تنفيذ القرارات الحكومية الضرورية للإصلاح، ويفرغ الجهود والمبادرات الحكومية من فاعليتها. ولو لم تثبت ممارسات فساد لما تطلب أمرا ملكيا بتشكيل هذه الهيئة.يجب أن تتذكر الهيئة أن تفويضها الملكي يشمل «كائنا من كان»، بمعنى أنها يجب أن تتعامل مع قضايا وليس مع أسماء، بحيث لا تخشى ولا تخاف في الله لومة لائموالفساد الأفدح الذي تعاني منه الشعوب وكل البلدان، يتركز عادة، في المستويات الإدارية الوسطى. وفساد شخص في منصب مدير عام أخطر وأفدح من فساد شخص بمنصب وزير أو موظف صغير، لأن المدير العام هو الذي يملك صلاحيات وأداة التنفيذ الفعلية في كل شأن، وهو الذي يقدم التقارير للمسئولين في الأعلى وهو يأمر المستويات الإدارية الدنيا. وقد تحدث خادم الحرمين الشريفين عن مرض الفساد وطلب من المسئولين والمواطنين كشف الفاسدين، وطلب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية من كل الوزارات التجاوب مع مهام الهيئة، مما يعني أن قيادة البلاد العليا مخلصة في محاربة الفساد ومحاصرته وتنظيف البلاد من هذا المرض الذي تصاب به الوزارات الحكومية كلما تضخمت وكثر البيروقراطيون في أروقتها وكثرت القرارات والتعليمات وابتليت بمزيد من المسئولين الضعاف الجبناء أو ثعالب أنانيين. وبقي أن تملك الهيئة الإرادة والشجاعة لمواجهة الفساد والفسدة. ويجب أن تكون كذلك ما دام أنها تتسلح بتأييد قوى ودون حدود من المقام السامي. ويجب أن تتذكر الهيئة أن تفويضها الملكي يشمل «كائنا من كان»، بمعنى أنها يجب أن تتعامل مع قضايا وليس مع أسماء، بحيث لا تخشى ولا تخاف في الله لومة لائم. وهذا بالذات ما هدف إليه خادم الحرمين الشريفين من تأسيس الهيئة وربطها بالملك مباشرة. وأن لا تخشى الهيئة إلا الله هو التفويض الرئيس لها. والمؤشر لنجاح الهيئة هو تنفيذ القرارات الحكومية بدقة وسرعة وعدل، وكذلك المشروعات الحكومية ومناقصاتها وأيضًا اكتشاف ممارسات استغلال النفوذ، عندها سوف تنظف بلادنا من الفساد الذي أصبح معيقًا لتقدم البلاد ومهمشًا للقرارات الحكومية والأوامر العليا. وتر خادم الحرمين الشريفين.. عبدالله يا خادم الأمانة اضرب بيمين كريم.. دناءة الفساد.. لينظف الوطن.. ويتألق كما نحب، ويشمخ كما يليق. [email protected]