كلنا يبحث عن المشاعر، عن دفء العواطف .. يبحث عن الأمان .. عن الراحة والاطمئنان.. عن المودة الصادقة.. عن الصداقة الحقيقية عن الحنان عن غذاء الروح خاصة في زمن الجفاف .. زمن الماديات وسراب العواطف. من المزعج أن نتعايش مع واقع جفت منابعه وتحولت لصحراء جرداء خالية من إكسير الحياة، أكوام من أوراق شاحبة جفت أشجارها ، وألواح خشبية كانت في الماضي لإنسانية نابضة تحولت لجماد وفقدت مرونة عواطفها فاستحال معها الاحتواء والتعاطف الفطري للقريب والصديق والغريب . شحت المشاعر وغاصت حتى النخاع في بحور الماديات فعجزت عن معرفة الأولويات ، طفولة بريئة يفترض أن تُسقى بالحب وترويها العواطف ، تعيش تحت خط الفقر العاطفي بالرغم من توافر كل احتياجات الحياة العصرية وكمالياتها لدرجة البذخ والإسراف ، فقدت الشعور بوجودها كإنسان حي يتغذى بحرارة الحب وشمسه المشرقة الدافئة ؛ ويستنشق هواءه العليل .. الحب النقي الخالص مصدر للبقاء الحقيقي في عالم الأحياء . لا يأس مع الحياة .. نستطيع زرع السعادة في كل مكان.. ننثر بذور الأمل فيثمر إيماناً صادقاً ؛ وأماناً ؛ ونوراً ؛ وثقة ؛ وقوة ؛ فتتكون بقدرة الله ؛ في أرض الله حدائق غناء من واقع حميم ؛ تسير فيها جداول حبٍ سلسبيلٍ يسقي القلوب فتنهل منه عطاء من الله ونعمة ما شاءت وكيف شاءت إن نعش في دروب قاحلة ظمأى فمنتهى الغباء وإن نظل نبكي على الأطلال فمنتهى الحماقة خاصة بعدما سكنتها الأشباح وعرفت طريقها الخفافيش.. من غير المستحيل ؛ ومن الطبيعي جداً ؛ خلق مسافات في الأرض ذاتها تصنعه أيدينا ؛ تحفر الأنهار وتتركها تجري في الأراضي العطشى تحت ظلال المحبة الصافية النابعة من أعماقنا ؛ نساعد بها غيرنا ممن جفت عواطفهم سواء كنا أنصافاً مشاركة في الحياة متممة للآخر، أو أمهات ثكلى أبناؤها قضوا عاطفياً.. أو من تخلى عنهم أولادهم في مرحلة ضعفهم وشيخوختهم ؛ ودفنوهم في مقبرة الأحياء الخالية من الحب الوحيد الذي يريدونه والوحيد الذي يرويهم ؛ وإن سقاهم حب العالم بأسره « حب الأبناء أقرب الناس اليهم « أو من كانوا بقية من أهل أو أرحام فأصبحوا غرباء . - أقرباء غرباء !!! عجباً لهذه الحياة !! - ولأن الله لطيف بعباده احتضنتهم دور العجزة والمسنين مشكورة وشملتهم برعايتها واهتمامها . فلا تثريب عليكم وقروا عيناً . للجميع أقول : لا يأس مع الحياة .. نستطيع زرع السعادة في كل مكان.. ننثر بذور الأمل فيثمر إيماناً صادقاً ؛ وأماناً ؛ ونوراً ؛ وثقة ؛ وقوة ؛ فتتكون بقدرة الله ؛ في أرض الله حدائق غناء من واقع حميم ؛ تسير فيها جداول حبٍ سلسبيلٍ يسقي القلوب فتنهل منه عطاء من الله ونعمة ما شاءت وكيف شاءت . صحراء الأمس جنة اليوم وسعادتنا نعيشها لحظة بلحظة ومع ضوء كل صباح جديد يشرق.. الرجاء بسمة على ثغر الأمل ينعشها الندى فتبتسم ونبتسم بالسعادة ويبتسم لنا الحظ ويبتسم الآخرون معنا فلا يأس ولا قنوط . « فإذا ضاع الأمس فبين يدينا اليوم .. وإذا اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل .. فلدينا الغد .. فلا نحزن على الأمس فهو لن يعود .. ولا نأسف على اليوم .. فهو راحل.. ولنحلم بشمس مضيئة في غدٍ جميل « ولن تندم فالله معنا.. والحياة مليئة بالمفاجآت السارة ؛ وبالحب نصنع المعجزات . [email protected]