لم أتفاجأ عندما تلقيت مئات الاتصالات بعد أن منّ الله علينا بحفيدة جميلة، لكنني لم أتصور أن الشامتين من الأصدقاء بدخولي عالم الأجداد هم السواد الأعظم من المتصلين. أحدهم بدأ اتصاله بعبارة (شلونك عمو) وآخر (ياهلا بجدو) وثالث يسألني: كيف أشعر وأنا (جد) مع أنهم جميعاً يعلمون أنهم أكبر مني سناً ولكن الشكوى لله. ليت الأمر توقف عند ذلك، بل إن الصديق والرفيق فهد البسام استرجع وصية والده يرحمه الله حينما قال له: (انتبه يا وليدي لا تمشي مع من هو أكبر منك)!! سبحان الله كيف تدور الأيام بهذه السرعة دون أن نشعر بها فأنا مازلت أتذكر المقالة التي عنونتها ذات يوم (إلى ابنتي أريج) وهي في الخامسة من عمرها بعد وفاة والدتها يرحمها الله أوصيها بأختيها أميرة ودلال، وكأنني كتبت تلك المقالة قبل شهر أو شهرين. كبُرت أريج وتزوجت وأصبحت أماً وجرتني معها لأكون جداً وفتحت الباب للشامتين المتشببين ممن سأهديهم هذه الأبيات كي لا يفرحوا كثيراً ولا يشمتوا فمن هو أصغر منهم: عمري بروحي لا بعد سنيني.. فلأزهدن غداً من التسعين.. عمري إلى الستين يركض مسرعاً.. والروح باقية على العشرين.. ولكم تحياتي.