عندما تسوقك الأقدار إلى المركز الصحي لحي أُحد أو ما يسمى بمخطط 71 فأنت وبلا شك ستزور واحداً من أسوأ المراكز الصحية في قطاع غرب الدمام لا من حيث النظافة ولا من حيث المبنى. ولا ينسى سكان حي أحد ما فعلته الشؤون الصحية بهم عندما نقلت مبنى المستوصف من القطعة (أ) في حي أحد إلى القطعة (د) في ذات الحي، حيث كان الجميع ينتظر هذا الانتقال بفارغ الصبر إلى مبنى حكومي متكامل أسوة بحي بدر المجاور إلا أن السكان كانوا على موعد مع صدمة مؤلمة بمبنى متهالك يقع داخل الحي بين المنازل وخدماته الطبية أسوأ مما كانت عليه. وضع مخجل أريج إحدى السيدات اللاتي زرن المستوصف في الأيام القليلة الماضية، نقلت ل»اليوم» معاناتها قائلة :» لا أصدق أن مستوصفاً حكومياً مدعوماً من قبل وزارة الصحة يعيش في هذا الوضع المخجل من حيث النظافة و الاهتمام . وتضيف أريج :» كنت أريد الذهاب إلى المستوصف لعمل بعض الفحوصات والتي تتمثل في أخذ عينات من الدم والبول ودخلت في غرفة مكتومة لسحب العينات وعندما انتهيت من سحب العينة قالت لي الممرضة: ضعيها فوق «الزبالة» ! فظننت أنها تمزح معي فقلت لها: أي زبالة ؟ فقالت لي: ألا ترين الزبالة الفضية؟ فقلت لها: بلى ، فقالت: ضعي العينات فوق غطاء الزبالة أو بجانب الزبالة، فقمت بوضعها بالفعل بجانب الزبالة حيث إن غطاء الزبالة مليء بالعينات وذلك في منظر في غاية القذارة حيث تتجمع كميات من أنابيب العينات فوق وحول الزبالة !». الأهالي: «كان الجميع ينتظر هذا الانتقال بفارغ الصبر إلى مبنى حكومي متكامل أسوة بحي بدر المجاور إلا أن السكان صدموا بمبنى متهالك يقع داخل الحي بين المنازل وخدماته الطبية أسوأ مما كانت عليه». تهاون وتهميش من جانبها قالت زهرة :» الواقع أن ممرات المستوصف غير نظيفة وقد زرت المستوصف السابق، ولا أبالغ فهو أفضل بكثير من هذا المبنى، فهل يعقل أن يقع المختبر في هذه المساحة الضيقة، حيث لا يوجد أي أدراج لحفظ العينات فهي غالباً تكون ملقاة بالقرب من الزبالة، وإنني أتساءل عن الوضع المخجل الذي نعيش فيه جراء تهاون المسؤولين عن الرقابة في الشؤون الصحية بالشرقية بأوضاع المستوصف وتهميشه، فلا يوجد مرافق وغرف مهيأة لاستقبال المرضى، أو مختبر مزود بمستلزمات طبية تخدمه أو نظافة تبعث الاطمئنان في نفوس المراجعين بأنهم في أمان صحي داخل المستوصف المستأجر وليس العكس». استهزاء بالمراجعين ريم العمري حكت هي الأخرى فصولاً من الاستهزاء بمراجعي المستوصف إذ ذكرت قائلة :» مواعيد تحاليل الحوامل من أسوأ المواعيد حيث إنها كل يوم اثنين ولمدة ساعة ونصف فقط ! فهل يعقل أن يستقبل المستوصف كافة الحوامل من الحي وأخذ عيناتهنّ خلال أقل من ساعة ونصف؟! معتبرة ذلك استهتارا من موظفات المستوصف»، متسائلة بقولها: «أليس وجودهن لخدمة المرضى ومراجعي المستوصف ؟! بل السؤال الذي يجب أن يطرح أين يذهبن المختصات بسحب عينات الحوامل بعد الساعة التاسعة والنصف؟! فهل انتهى دوامهن في المستوصف ؟! وتتساءل ريم إحدى ساكنات الحي :» ماذا تفعل المرأة الحامل التي لم يستطع زوجها إحضارها إلى المستوصف في هذا الوقت؟ وتروي أنها ذهبت إلى المستوصف في يوم إثنين لعمل تحاليل الحمل وبعد أن استأذن زوجها من العمل وأتى بها إلى المستوصف تفاجأت بأن المختبر لا يستقبل الحوامل بعد الساعة التاسعة والنصف ! فقلت للموظفة: أين أذهب الآن ؟ فزوجي قد استأذن من العمل ومقر عمله بعيد عن المستوصف إلا أن توسلاتي هذه لم تنفع فقد عدت إلى المنزل دون أن تأخذ موظفة المختبر مني العينات!».
مستوصف حي أحد وهو في وضعه المتهالك.
رد الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية وللوقوف على هذه المشكلة وبحث أسباب الإهمال الذي يعاني منه مستوصف حي أحد (مخطط 71) اتصلنا على الناطق الإعلامي للمديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أسعد السعود للوقوف على أسباب هذه المخالفات ولماذا لم يتم تأمين مبنى حكومي؟ وكيف وصل التعامل مع العينات بهذا الاستهتار؟، فجاء الرد بأن ما ذكر حول أن المركز يفتقر إلى النظافة، فهناك عامل نظافة يتواجد صباح كل يوم لتنظيف كل أقسام المركز، أما بالنسبة لما ذكر حول التحاليل وأنها تجمع في سلة النفايات، فنؤكد أن التحاليل تجمع في حاوية مخصصة لذلك، ولا صحة لجمعها في حاوية نفايات، وحول استقبال التحاليل بالمركز يوم الإثنين فقط، فالعينات تسحب من المراجعين بشكل يومي وليس فقط كل يوم اثنين ، حيث تعمل جميع المراكز على سحب العينات يومياً من قبل موظف من مركز اللياقة الطبية بالدمام .