كنت وما زلت مؤمنًا إيمانًا تامًا بأن السعوديين بداخلهم طاقة بلا حدود وعزيمة وإصرار في تحقيق النجاح تلو الآخر ويحملون إرادة وعزيمة لا تنكسر ولا تندثر متى ما توافرت لهم البيئة المناسبة لتحقيق ما يأملون ويتطلعون الى تحقيقه، وهذه الخصائص لم تأتِ من فراغ بل هذا ما نشأ عليه المواطن في هذا البلد وآمن به وأثبتته الايام، وما نشاهده ونسمع عنه من نجاحات وتميّز لأشخاص إخوة لنا في هذا الوطن او مؤسسات هم من توافرت لهم الظروف الملائمة بعد توفيق من الله «سبحانه وتعالى» في ان يحققوا الآمال والتطلعات المطلوبة منهم وقد يكونون حققوا وما زالوا يحققون اكثر ولديهم الكثير في مستقبل الايام. ومن جانب آخر ومن المؤكد ان مَن سنحت لهم الفرصة وقدّموا أعمالًا مميّزة هم نسبة قليلة جدًا من الافراد شبابًا وشابات، وهناك كثيرون ممن لم تحن لهم الفرصة ولم تتهيّأ لهم الظروف والمناخ الملائم الذي من خلاله يمكن ان يقدّموا انفسهم بالشكل المناسب، وهذا ما وددت الإشارة إليه، حيث بناء المؤسسات وأهميته في أن يأخذ في الحسبان إتاحة الفرصة للعاملين في هذه الأجهزة بأن يقدّموا انفسهم كما هم يودون، وان يكون الاجتهاد والإبداع والتميّز اهم المعايير الاساسية التي تجعل باب المنافسة مفتوحًا امام الجميع للسباق نحو مستقبل افضل وبفضل سواعد شباب ابناء الوطن. إنني لا أتحدث إليكم متجاهلًا الإحباطات والسلبيات وأيضًا الإخفاقات التي نراها ونشاهدها بشكل يومي، بل هي السبب الذي دعاني لأن أتطرّق لهذا الموضوع لنعمل على تغيير بوصلة التفكير انني لا أتحدث إليكم متجاهلًا الإحباطات والسلبيات وأيضًا الإخفاقات التي نراها ونشاهدها بشكل يومي، بل هي السبب الذي دعاني لأن أتطرق الى هذا الموضوع لنعمل على تغيير بوصلة التفكير وان نتحوّل من هدف الانتقاد السلبي الى الانتقاد البنّاء المنتج وان نطالب ونلحّ في مطلبٍ واحد، وهو بناء مؤسسات منتجة، وقائمة على اساليب الحوكمة الحديثة، والإجراءات المهنية السليمة، والعدالة والمساواة بين جميع افراد المؤسسة، دون بخس في حقوق المتميّزين والمبدعين، وان تكون المنهجية مبنية على فكر وثقافة بناء مؤسسة منتجة بواسطة كفاءات مؤهّلة وهذه هي المعادلة المطلوب منا جميعًا المناداة بها. في اعتقادي الشخصي المتواضع انه لا يجب ان نؤمن بفشل او تقصير او إهمال اي شخص يعمل في اي مؤسسة سواء كانت عامة او خاصة، وانما البيئة التي عمل فيها هؤلاء هي مَن صنعت هذه النتائج وليس العكس، علينا ألا نهمل ونغفل دور البيئة والثقافة في تخريج كلتا الفئتين الناجحين والفاشلين، المبدعين والمغيبين، المخلصين والفاسدين، وقد يكون من الأهمية بمكان ان نحرّك البوصلة الى بُعد آخر وهو ان نثق في بعضنا بعضًا وان نشجّع بعضنا وان نتماسك ونتعاون وان يكون مصدر إلهامنا هو إيماننا العميق بأننا قادرون بإذن الله على قهر المستحيل. وان كان لابد من الشكر فالشكر لكل المؤسسات والأفراد التي تعمل وتميّزت بسواعد أبنائها دون كلل او ملل وجعلونا نتأمل ونأمل في نفس الوقت في إمكانية بناء غدٍ اكثر إبداعًا، وإن كان للغيرة مكان فلنعمل لتحويل هذه الغيرة الى مبدأ إيجابي يساعدنا في تحقيق نجاحات ممكنة غالبيتها هي بين أيادينا أو على بُعد أمتار من مرمى أنظارنا. [email protected]